العدد 45 - أردني | ||||||||||||||
محمد شما يعود إنشاء قسم الصحافة والإعلام في جامعة البتراء الخاصة إلى العام 1991، حيث شكل هذا القسم لدى افتتاحه، رديفا للقسم الوحيد المختص بتدريس تخصص الإعلام في جامعة اليرموك الحكومية، والذي كان أسُس العام 1980، ومنه تخرج مئات من الطلبة الذين يعملون في المؤسسات الإعلامية المختلفة في الأردن والعالم العربي. في شهر نيسان/أبريل الماضي أعلنت جامعة اليرموك عن تحويل «قسم» الصحافة والإعلام فيها إلى كلية ،بعد أن كان قسما تابعا لكلية الآداب. وكانت جامعة «البترا» قد أعلنت قبل ذلك بفترة وجيزة، عن عزمها الانتقال من «قسم» إلى «كلية»، لكنها اصطدمت بحاجز وزارة التعليم العالي، التي اعتبرت أن «القسم يحتاج إلى أعداد أكبر من الأساتذة الأكاديميين، وعدد أكبر من التجهيزات». في غضون ذلك، ما زال العمل جاريا لإنشاء «مشروع معهد الإعلام الأردني»، بهدف منح شهادة الدبلوم/ الماجستير، في مختلف مسارات الإعلام في الجامعة الأردنية، وذلك بدعم مباشر من الأميرة ريم العلي، التي كانت قد عملت سابقا مراسلة لشبكة التلفزيون الأميركية المعروفة سي إن إن (cnn). قسم الإعلام في جامعة "البترا" يخضع لإشراف مجموعة من أساتذة الإعلام الأردنيين، الذين يهدفون، وفق نشرة إعلامية يصدرها القسم، إلى "تخريج جيل من الإعلاميين واعٍ وقادرٍ على أداء الوظائف الإعلامية المختلفة في مجالات الصحافة المكتوبة، والإذاعة والتلفزيون، والعلاقات العامة، والإعلان، والتهيئة لتخريج جيل جديد من الإعلاميين، يكونون في مستوى التطورات التقنية المتقدمة التي يشهدها قطاع الصحافة والإعلام، بخاصة مع بروز ثورة الاتصال والمعلومات". قسم الإعلام في جامعة البترا، على أهميته، لا يسترعي الجامعات الخاصة العديدة في الأردن، فلا توجد أقسام "صحافة وإعلام" في الجامعات الخاصة باستثناء جامعة البترا، وعلى الرغم من استقطاب القسم لعشرات الطلبة، فإنه لا يلوح في الأفق أن هنالك خطوات لإنشاء أقسام للصحافة والإعلام في الجامعات الخاصة، وذلك لجملة أسباب يلخصها الأكاديمي محمود أبو دلو، الذي درس مادة "الإعلام والتوثيق" في الجامعة اللبنانية، بالقول إن "وعي" الناس بأهمية الإعلام "لا يزال محدودا"، وبالتالي "يشعر المستثمرون بأن إنشاء قسم للصحافة والإعلام في أي جامعة خاصة ينطوي على مخاطرة، بالإضافة إلى أنه غير مربح، وهي، أي الجامعات الخاصة، يهمها الربح في النهاية". لكن تيسير أبو عرجة، رئيس قسم الصحافة والإعلام في جامعة البترا، يعتبر أن سوق الإعلام "ما يزال في حاجة إلى مندوبين ومحررين وصحفيين وإذاعيين، ما جعل خريج الإعلام مطلوبا أكثر من ذي قبل". وتعتقد الصحفية إيمان الفارس، من صحيفة الغد، أن عدم وجود أقسام للصحافة والإعلام في الجامعات الخاصة، باستثناء جامعة البتراء، يعود إلى "افتقار الساحة الأكاديمية للهيئات التدريسية الكفؤة في مثل هذا التخصص الصعب"، كما أن "التكلفة المالية لإنشاء استوديوهات وتجهيزات ضرورية، وكذلك إصدار مطبوعات ورقية، تنشر نتاج الطلبة وتهيئ لهم الفرصة للتدريب". وتدلل الفارس على "قلة وعي المواطنين بأهمية هذا التخصص"، لكنها تلفت في الوقت نفسه إلى أن "إقبال الطلبة في العامين الأخيرين على دراسة الإعلام قد شهد ازديادا ملحوظا". ويوافقها الرأي أبو عرجة الذي قال في وقت سابق إن "أعداد الطلبة في قسم الإعلام في جامعة البتراء قد ازداد بنسبة الضعف". الصحفي سعد حتر، كتب في مقالة له إنه "وفي موازاة التأهيل الأكاديمي لطلبة الإعلام، هناك هيئات حكومية تنشط في عقد العشرات من ورش العمل في جهد، يبدو مبعثرا، في غياب مظلة قادرة على تحشيد الجهود صوب خلق جيل جديد من الصحفيين. ورش تدريب الصحفيين تكثّفت خلال السنوات الماضية، لتساهم في صقل مواهب العشرات من الصحفيين. لكن العديد منهم حمل خبراته إلى الخارج بحثا عن مردود أفضل، هربا من أجور بائسة في مؤسسات محلية تجني أرباحا عالية". ويختم حتر: "لا بد من رفع رواتب العاملين في حقل الإعلام وتسليحهم بالحد الأدنى من الأجور، لقطع الطريق على الاسترزاق على الهامش لدى نخب سياسية وكارتيلات اقتصادية". |
|
|||||||||||||