العدد 44 - رزنامه | ||||||||||||||
السّجل – خاص يوفر معرض "ألوان الفن" المقام على غاليري زارا، فرصة للاطلاع على تجارب متنوعة لزهاء عشرين فناناً أردنياً وعربياً، ينتمون لمدارس واتجاهات وأجيال مختلفة. فمن لوحة خالد خريس بطبقاتها اللونية المتعددة الناتجة من عمليات الهدم والبناء والحذف والإضافة، إلى لوحتَي أحمد نعواش التي يعجّ فضاؤها بالأشكال الإنسانية المحوَّرة تعبيراًَ عن معاناة الشعب الفلسطيني، مروراً بلوحات عصام طنطاوي الذي يشتغل على ثيمة المكان باستخدام الأشكال الهندسية المدروسة والألوان الدافئة. هناك من الأردن أيضاً لوحات لكل من: عمر البلبيسي، يوسف بداوي، علي ماهر، هاني علقم، بدر محاسنة، أنيس المعاني وسماح حجاوي. وتؤشر لوحات جان مارك نحاس (لبنان) على حالة كابوسية تصور الواقع المأساوي الذي يسود الساحة اللبنانية، لذا يخلو سطح اللوحة من التفاصيل السردية والألوان، ويُكتفى بإشارات رمزية باللونين الأبيض والأسود. الكابوسية التي يجدها المرء في أعمال نحاس، تتبدى أيضاً في لوحات فتحي عفيفي (مصر)، وفيها يحاول الفنان فضّ بكارة الواقع لاستجلاء عبثيته بأسلوب يقارب السخرية الناقدة والمريرة. يختط حسين المحسن (السعودية) في لوحاته، أسلوباً تجريدياً حسياً، باشتغاله على خطوط وألوان تتسم بالرهافة والشفافية، محافظاً على بنائية الشكل الإنساني، ومبرزاً، بعمق، حالة من التوتر البصري تنتج عن تلك الأشكال المصغرة التي تنبثق من داخل الشكل الأساسي، بدرجات لونية متقاربة تنساب بعفوية وطلاقة، كأنما هي تختطّ طريقها بمفردها لتباغت البصر. في الوقت الذي يعتمد فيه متعب أنزو (سورية) على التجريب أسلوباً جديداً في مخاطبة المتلقي، معبّراً عن حالة وجدانية روحية عالية تدفعه لاعتماد الأبيض والأسود لونَين أساسيين في لوحتيه، تعكس تجربة منيف عجاج (سورية) قلقاً روحياً وخوفاً من المجهول، حيث الأشكال المغبشة تتسيد سطح اللوحة، فيما تعتمد التوليفة اللونية على الألوان الحارّة والدرجات اللونية الغامقة لرسم الشكل الأساسي، ثم تعمد إلى الأبيض أو درجاته لصنع هالة مغبشة يسبح الشكل في دواماتها، معبّراً عن معاناة الذات وأسئلتها الوجودية، وهو ما يتكرر أيضاً في لوحة مطيع مراد (سورية). من جهته، يلتقط عمران يونس (سورية) تفاصيل يومية قد تبدو ليست ذات أهمية، ويشحنها بطاقة تعبيرية، مختاراً لحظة محددة أو لقطة معينة تفصل بين حالتين متنافرتين ومتضادتين أما لوحات رائد عيسى (فلسطين) فتُعلي من أهمية السطح الملون والخطوط الواضحة والصريحة التي تؤكد حدود الشكل المحمّل بلمسات تراثية عفوية وبسيطة، لكنها ذات مدلولات عميقة وثرية. وتميل لوحتا محمد أحمد الحواجري (فلسطين) إلى الشكل الدائري الذي يرمز للواقع المرعب الذي يعيشه أبناء غزة الذين يبدو خطّ حياتهم اليومية دائرةً، نقطةُ البداية فيها هي نقطة النهاية. |
|
|||||||||||||