العدد 44 - كاتب / قارئ | ||||||||||||||
لنقف موقف صدق مع أنفسنا ونتساءل: هل من حقنا على التلفزيون الأردني أن نطالبه بنوعية معينة من البرامج؟ وهل من حقنا أن ننتقده بهذا الكم الكبير من العتب؟ دعونا من العواطف، ولندخل في صلب القضية: صحيح أن التلفزيون الأردني مقصّر، وأن الإدارات المتعاقبة ساهمت بقصد أو بغير قصد، في استصغار عقل المشاهد الأردني، وضرب عرض الحائط برغبة هذا المشاهد في مشاهدة قناته تساعده على تعزيز شخصيته بالاعتزاز بالكثير من الشخصيات الوطنية التي ساهمت ببناء الوطن وإنسانه، وقاتلت حتى الاستشهاد أو تحقيق المكتسبات الوطنية والقومية سواء في فلسطين أو في بوادي الأردن وحواضره، مثل كايد المفلح العبيدات – أول شهيد على ثرى فلسطين – وعرار وهزاع المجالي ووصفي التل وعودة أبو تايه وراشد الخزاعي وكليب الشريدة وقاسم المومني وفراس العجلوني. نعم؛ تلفزيوننا الأردني مقصّر، لأنه دأب على "تطفيش" الكفاءات وتهجيرها إلى خارج حدود الوطن لتتلقفهم الفضائيات العربية و"تكربط" بهم، وتمسك بتلابيب إبداعاتهم، فيتألقون هناك ويثبتون للعالم قدراتهم الثقافية والمهنية والإعلامية، واحتضن بدلاً منهم هواة لا تجربة لديهم، بل إن بعضهم سبَّ وشتم على الهواء مباشرة، وكلنا يتذكر أخطاء ومبالغات المعلق الرياضي الذي أصبح مديراً للبرامج الرياضية عندما كان يعلَق على جميع أنواع المباريات: كرة قدم، سلة ويد، تايكواندو وكاراتيه.. حتى السباحة تخصص فيها ولم يترك مجالاً لغيره، بالرغم من وجود كوادر متخصصة في هذه الرياضات. الدراما الأردنية التي أثبتت حضورها على مستويات الكتابة والتمثيل والإخراج، والتي تتسابق الفضائيات المختلفة لتزيين فترات بثّها بها، باتت اليوم خارج رغبة التلفزيون الأردني في عرضها وبثها، بحجة التكلفة المادية الباهضة المترتبة على شرائها. لكن مع كل هذا التقصير والغياب والتهميش، لا يحق للمشاهد الأردني الاعتراض والمطالبة بتحسين نوعية المعروض على الشاشة الأردنية، لأنه ببساطة لا يشاهدها، وربما لا يعترف بها أصلاً، وينفيها من قائمة بحثه أو قنواته المفضّلة، بل إنه في كثير من الأحايين "يستعرّ" منها وينكرها؛ فلماذا إذن يعتب على تقصيرها! عمار الجنيدي |
|
|||||||||||||