العدد 44 - احتباس حراري
 

رغم أن السيارات الهجينة التي تعمل على الوقود والكهرباء معفاة من ضريبة المبيعات ورسوم الجمارك بقرار حكومي، إلا أن عدداً قليلا جداً منها يسير على طرقات المملكة.

يعود السبب في عدم انتشار هذا النوع من السيارات إلى عدم الثقة بقدراتها، وهي التي يُنظر إليها على أنها مساهم كبير في خفض انبعاثات الكربون الناتج عن احتراق الوقود، وبالتالي التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري.

وبحسب عاملين في سوق المركبات، فإن أربع سيارات هجينة فقط تسير الآن على طرقات المملكة، يقود إحداها وزير البيئة خالد الإيراني.

إضافة إلى التشكيك بكفاءة السيارة الهجينة، فإن طبيعة المملكة الجبلية، عمّان بخاصة، ومحدودية الإنتاج من الشركة المصنعة، يقفان عائقاً أمام الانتشار الفعلي لهذا النوع من السيارات.

نقيب وكلاء وتجار السيارات ولوازمها سلامة الجندي، يقلل من فعالية استخدام السيارة الهجينة في الأردن، ويضيف أن استخدامها "يكون أحسن ما يكون على الطرق السهلة والمنبسطة"، أما على "الطلعات"، فإن قيادتها "تصبح أصعب"، لأن الاستهلاك من بطارية السيارة يتزايد، مما يُضعف قوة السيارة خلال سيرها على الطريق.

تعتمد السيارة الهجينة على نظام حركي مؤلف من نوعين مختلفين لتحويل الطاقة وتخزينها. فعلى سبيل المثال، يتم استخدام محرك كهربائي إلى جانب محرك احتراق داخلي كطريقة لتحويل الطاقة؛ فيما تُستخدم بطارية كهربائية مع وقود احتراق كطريقة لتخزين الطاقة.

أثناء تشغيل السيارة، يمكن استخدام كلا المحركين بشكل متوازٍ أو منفصلَين عن بعضهما بعضاً. إذ يقوم أحد المحركين بتوفير الطاقة للآخر الذي يستخدمها بدوره لإيصال الحركة إلى السيارة.

وغالباً ما يتم استعمال محرك احتراق داخلي إلى جانب محركين كهربائيين اثنين، يعملان أيضاً على توليد الطاقة الكهربائية، إضافة إلى عمل كلٍّ منهما كمحرك.

يستند مبدأ الحركة إلى تحويل قسم من الجهد المولَّد بوساطة محرك الاحتراق إلى المحرك الكهربائي، الذي بدوره يحوّل هذه الطاقة إلى طاقة كهربائية يتم تخزينها في بطارية خاصة، لتُستخدم عند اللزوم كطاقة لتشغيل المحرك الكهربائي. وبإمكان المحرك الكهربائي تولّي دور المحرك العادي بشكل كلي في حالة السير البطيء.

ضريبة خاصة

الحكومة ألغت ضريبة المبيعات ورسوم الجمارك عن هذا النوع من السيارات، لكنها لم تلغِ «الضريبة الخاصة» ومقدارها 25 بالمئة.

رئيس المركز الوطني لبحوث الطاقة مالك الكباريتي، قال في تصريحات صحفية إن الحكومة «ستقوم بإلغاء الضريبة الخاصة المفروضة على السيارات الهجينة»، نظراً لما تتميز به من قدرة على توفير نصف كمية الوقود التي تستهلكها السيارات الاعتيادية، بخاصة أن استهلاك النقل يشكل ما نسبته 36 بالمئة من قيمة الفاتورة النفطية التي تدفعها المملكة.

وكشف تقرير صدر أخيراً عن وزارة البيئة أن المملكة تنتج حوالي 12.5 طن سنوياً من انبعاثات الغازات الدفيئة، مصادرها الرئيسية: تلوث الصناعة، واحتراق البنزين والديزل، والمخلفات الزراعية والأسمدة.

التقرير أوضح أن عدد المركبات التي تعمل على البنزين زاد أكثر من ست مرات خلال الفترة (1981 - 2006)؛ فيما تضاعفَ عدد السيارات التي تعمل على الديزل أكثر من عشر مرات في الفترة نفسها، ما أدى إلى زيادة الانبعاثات في الهواء المحيط.

وقال وزير البيئة خالد الإيراني في تصريحات صحفية إن نسبة السيارات غير المطابقة للمواصفات الأردنية تبلغ 18-22 بالمئة من إجمالي عدد السيارات، بسبب الوقود المستخدَم أو ضعف صيانة السيارات.

ظاهرة عالمية

قام موقع (Kelley Blue Book) الإلكتروني، بالتعاون مع شركة (Harris Interactive) باستطلاع للرأي لمعرفة ما قد يؤرق الفرد عند تفكيره بشراء سيارة هجينة. وبدا أن هناك أكثر من سبب لهذا "العزوف" أو عدم الإقبال على اقتناء هذا النوع من السيارات.. وناقش خبراء موقع (CNN) الإلكتروني هذه الأسباب بالتفصيل.

يتمثل السبب الأول في أن تعقيد تكنولوجيا السيارات الهجينة يجعل إصلاحها وصيانتها مكلفاً وصعباً. لكن الخبراء يؤكدون أن سيارات اليوم جميعها تشتمل على تكنولوجيا معقدة، وأن السيارات الهجينة لا تختلف عمّا سواها، مستدركين أن المشكلة تكمن في قلة عدد التقنيين المدربين على إصلاح هذا النوع من السيارات. ويرى الخبراء أن هذا الأمر لا يشكل أزمة كبيرة، نظراً لأن لهذه السيارات كفالات طويلة الأمد، ويمكن للمالك إيداعها لدى الموزع أو الوكيل لإصلاحها أو صيانتها.

السبب الثاني هو أن بطاريات السيارات الهجينة محدودة الصلاحية. يقول الخبراء في هذا السياق إنه بعكس بطاريات الهاتف أو الكمبيوتر المحمول العادية، تقوم بطاريات السيارات الهجينة بشحن نفسها من طاقة المحرك العامل على الوقود في السيارة، وهي تقوم بتفريغ هذه الطاقة فوراً أثناء السير، لذا فهي مصممة لتدوم دوام السيارة نفسها.

يشار إلى أن جميع قطع السيارة مضمونة، ويمكن بالتالي تبديل البطارية عند الحاجة، علماً أن شركات مثل "تويوتا" و"فورد"، تمتلك سيارة قطعت 100 ألف ميل باستعمال البطارية نفسها دون تبديل.

زاد من تردد بعض الأفراد في اقتناء سيارة هجينة، العطلُ الذي تكرر في عدد من سيارات (Prius)، وأدى إلى اتخاذ شركة "تويوتا" قراراً بسحب جميع السيارات من هذا النوع  من الأسواق. في ما بعد تبيّن أن العطل نتجَ عن خطأ في البرمجة أدّى إلى توقف محرك السيارة أثناء القيادة بسرعة عالية.

يعتقد الناس بحسب الاستطلاع أن السيارة الهجينة لا تقدم أداء القيادة الأمثل. ويجيب الخبراء أن هذا القول «في غير محله». وقال الموقع: «صحيح أن محركات هذه السيارات تبدو أصغر، إلا أن طاقة السيارة المتأتية من بطارياتها تجعلها أقدر من مثيلاتها ذات المحرك الكبير العامل على الوقود" ويضرب الموقع مثالاً على ذلك، وهو تفوق سيارة "هوندا هايلندر" الهجينة على سيارة "V6 هايلندر" العادية في معدل التسارع.

وزير البيئة يقود إحداها: السيارات الهجينة معفاة من الضرائب
 
18-Sep-2008
 
العدد 44