العدد 44 - ثقافي | ||||||||||||||
السّجل - خاص بصدور عددها الحادي والعشرين أخيراً عن كلية الآداب بجامعة البحرين، تكون مجلة "ثقافات" ارتدت حلّتها الجديدة، في خطوةٍ تريثت قبل الإقدام عليها كثيراً، وجدّدت بالوقت نفسه في محتواها وأبوابها، محتفظةً باسمها "ثقافات"، دليلَ انفتاحها على مجال الدراسات الثقافية وقيم التعدد والتنوع الثقافي، بعد أن أصبحت المجلة علمية محكمة تتخصص في نشر البحوث والدراسات العلمية الأصيلة ذات الصلة بمجال الدراسات الثقافية. المجلة في انطلاقتها الجديدة، تُعنى عبر أبحاثها المدقّقة والمعمّقة بالدراسات الثقافية، وتنفتح عبر مقارباتها المتنوعة على كشوف المعرفة، والنظرية الثقافية، وتطبيقاتها الميدانية والتجريبية، وتسعى عبر هذه المقاربات للتقاطع مع مختلف العلوم الإنسانية والأجناس الأدبية وعلوم الاتصال، وغيرها في أقصى تجلياتها الجديدة، بل وفي أبعد ما تومئ به نحو المستقبل. ولأن الدراسات الثقافية مجال معرفي جديد وصاعد في عالم المعرفة المعاصرة، فإن «ثقافات» أخذت على عاتقها، وفق ما يؤكده القائمون عليها، دراسةَ وتحليل مختلف أشكال الثقافة ومؤسساتها وممارستها وأنماط إنتاجها وتلقيها. وتشجّع المجلة تداخل المعارف، مستفيدة من منجزات الحقول المعرفية المتداخلة مثل: الأنثروبولوجيا الثقافية ومختلف العلوم الاجتماعية، وسوسيولوجيا الحياة اليومية، والاقتصاد السياسي، ودراسات الإعلام والاتصال، والدراسات السينمائية، والدرس الفلسفي والتاريخي الجديد، والنظريات النقدية بمختلف توجهاتها، ودراسات المجتمعات الإسلامية، ودراسات الجنوسة والنسوية، والتعددية الثقافية وسياسات الهوية، ودراسات ما بعد الاستعمار وما بعد الحداثة، ودراسات الآخر والأقليات وثقافة الهامشيين وغيرها. داعيةً إلى استثمار هذه المجالات المعرفية في دراسة الظواهر والممارسات والمؤسسات الثقافية المتنوعة في علاقتها بسياقات القوة، والأيديولوجيا، والعرق، والجندر، والطبقة. العدد الجديد من المجلة جاء مرآةً عاكسة لهذا التوجه، ففي باب الأبحاث، استهل علي بن تميم، قسم «الدراسات النسوية» بدراسته «بنت الماجدي بن ظاهر.. قراءة ثقافية نسوية»، وفيها يقارب العالم الإبداعي لدى بنت الماجدي من منظور النقد الثقافي وكيف يتجلى الظاهر السوسيولوجي داخل الخطاب الإبداعي ويشكل تكوينه. ثمَّ جاءت دراسة خالد زغريت «جسد المرأة: قراءة أنثروبولوجية جمالية في نصوص الشعراء السود». وفيها يفتح زغريت النصَّ الشعري الغزلي القديم لدى أغربة العرب ليستكنه البعد الاجتماعي الموجه لرؤية النصِّ الشعري لدى هؤلاء الشعراء لجمالية الجسد الأنثوي العربي. وفي قسم الدراسات التاريخية جاءت دراسة لؤي حمزة عباس «استراتيجيات الخبر وصياغة التاريخ: دراسة في كتاب الأصنام»، لتقرأ في فاعلية طرائق الخبر في صياغة التاريخ، من مقاربة دور الثقافة الإسلامية في توجيه البنية الخبرية لكتاب الأصنام لمؤلفه أبي المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي (ت. 204 هـ).. ثمَّ جاءت دراسة «صفحات من ثقافة التدوين التاريخي في البحرين» لبشير زين العابدين، لتقرأ في أهم ملامح التدوين التاريخي في البحرين خلال السنوات الأولى من القرن العشرين بوصف التدوين جزءاً من المنظومة الثقافية التي كانت تعمل في البحرين خلال تلك الحقبة الزمنية. وفي باب المقاربات، كتب عبد السلام بنعبد العالي حول «الترجمة الذاتية.. عندما يترجم الكاتب مؤلفاته»، حيث تناول عدداً من إشكاليات الترجمة الذاتية وخصائصها في ضوء التطرق لترجمة عبد الله العروي لكتابه «الأيديولوجية العربية المعاصرة». وفي الخطاب السياسي كتب عبد السلام المسدي حول «اللغة والسياسة»، حيث تطرق إلى لغة الخطاب السياسي، وكيف ينتج هذا الخطاب لغته واستعاراته وكيف يتم استقباله. أمَّا في قسم النَّظرية النقدية فقد كتب سعيد بنكراد دراسته «التيارات النقدية الجديدة: الأصول النظرية وشروط الاستنبات» التي تناول فيها بالتحليل عدداً من مناهج وتيارات النقد الأدبي الحديث من حيث جذورها وطرائق مقاربتها للمنتج الأدبي. خاتمة أقسام المجلة، كانت رحلة في عقل الناقد والمفكر تزفتان تودوروف، استهلها منذر عياشي بترجمته مقالة لتودوروف بعنوان «نظرة على تاريخ الفكر»، تناول فيها تودوروف نظرة الفكر الفلسفي للإنسان، وللإنسانية والإنساني، في ضوء مناقشة الفكر الفلسفي الأوروبي وتطوره فيما يتعلق بذلك الموضوع. واختتم الرحلة أحمد الويزي من خلال ترجمته حواراً بعنوان «الأدب والذاكرة والآخر مع تودوروف» أجراه الثنائي اميلي نوف ايكليز، وسعد كمالي. وركزا فيه على نظرة تودوروف للآخر، وما يجب أن تكون عليه العلاقة معه في ضوء قراءته لعلاقة الغرب بإيران، إذ أجري الحوار على هامش زيارة تودوروف مؤخراً لطهران. |
|
|||||||||||||