العدد 43 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
علينا أن نحمد الله كثيراً لأن خطط الاقتداء بالنموذج السنغافوري لم تنجح، فقد أعلنت السلطات هناك عن مشكلة كبرى تتعلق بتناقص عدد السكان وعن خطط جديدة لتشجيع الأزواج على الإنجاب، أي أن عدد الشعب السنغافوري في تناقص وهو ما لا يشكل مثالاً يقتدى كما كان يدعو إنصار النموذج السنغافوري. بالطبع فإن التفسير المعتمد في سنغافورة أن قلة الإنجاب دليل على التطور، وأحد ثمار النمو الاقتصادي والازدهار، حيث كلما تحسن وضع الأسرة كلما قل انجابها لدرجة أن هناك ميلاً كبيراً لدى الأزواج الجدد لعدم الإنجاب مطلقاً. لو نجحت الدعوة الى «سنغفرة الأردن» وانعدم الإنجاب عندنا، فمن سيضمن لنا أن الناس هنا سيحملون التفسير نفسه؟ . بصراحة فإن الأردنيين يعانون من الكثير من المشاكل، لكن كلها تهون مقارنة بقلة الإنجاب التي لو تحققت لا سمح الله لانخرط الناس في أسئلة «العوق من مين؟» على مستوى جماهيري. ** "عيشة" بعيد عنّك لا يتوقف سعي الحكومات إلى تحسين مستوى معيشة المواطن. المعيشة هي "العيشة"، وعلى الحكومة توخي الدقة، فهناك أصناف متعددة من العيشة: هناك مثلاً عيشة مثل "عيشة الكلاب" وعيشة من "القلة" على العموم، وأخرى من "قلة الموت" على وجه التحديد، وهناك أيضاً عيشة مثل "العمى" ومثل "الكندرة حيشاك" وهناك كذلك عيشة "بتهد الحيل" وعيشة "بتقصر العمر".. بالمقابل هناك عيشة "أبّهة".. وعيشة "هيف وريف" وعيشة "فوق الريح" وأخرى "فوق التصور" وعيشة "هاي هاي"، وعيشة "بالباع والذراع" أو "بالطول والعرض".. وبين هذين المستويين هناك عيشة "نص عنص" وعيشة "هَهْ وهَهْ" وعيشة "مداززة" وعيشة "تمرير وقت" وأخرى "تقليط وقت".. |
|
|||||||||||||