العدد 43 - أردني | ||||||||||||||
"عزيزي.. اذا رغبت في أن تكون احد زبائننا المميزين الذين يتلقون معلومات عن تنزيلاتنا وعروضنا الترويجية، تفضل بتعبئة البيانات أدناه". قد تبدو هذه الدعوة بريئة، ولكن باطنها يعني انك ستتلقى مئات، وربما أكثر من الرسائل القصيرة والمكالمات الهاتفية المهذبة التي تخبرك عن العروض والأخبار لدى أكثر من محل وشركة، وبخاصة أن المحلات التجارية والشركات تتبادل البيانات الخاصة بالعملاء الذين بعبؤون طلبات العروض الترويجية أو يعطون أرقامهم للمحلات التجارية أثناء تجوالهم في الأسواق والمولات. ويندرج الانزعاج الذي يصيب المواطنين عند تلقي هذه الرسائل في إطار ما يسمى «التكنولوجيا المتطفلة» intrusive technology، والتي تمثل وجها اسود للتكنولوجيا، حيث تتطفل فيه أدواتها على الناس وتحتل حيزا غير يسير من وقتهم، وقد تكون لها كلفة مادية في بعض الأحيان. إضافة إلى الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية، تتطفل الإعلانات غير المرغوب فيها على البريد الالكتروني وتسبب خسائر تقدر بالبلايين سنويا، إذ أكدت شركة الاستشارات Basex مؤخرا أن خسائر الشركات والحكومات الناجمة عن الإعلانات هذه تقدر عالميا بنحو 20 بليون دولار سنويا. واحتسبت الشركة هذه الرقم بناء على معايير إنتاجية الموظفين واحتلال الإعلانات لمساحات على الشبكات "الشركاتية". وقالت Basex إن كل شركة تخسر ما معدله 600 - 1000 دولار جراء الإعلانات هذه، فيما تقدر شركات الخسارة لكل موظف بما معدله 800 دولار سنويا، ما يجعل خسائر الإعلانات غير المرغوب فيها تصل تريليونات الدولارات سنويا. وأخيرا، برزت في الولايات المتحدة الأميركية دعوات إلى التخفيف من أثر التكنولوجيا المتطفلة على الناس، وبخاصة بعد اعتداءات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001. وقامت السلطات الأميركية بزيادة وسائل الحماية الإلكترونية والمراقبة مثل الكاميرات. وقال محلل التكنولوجيا وعالم النظريات الأسترالي مايكل مايكل إن هذا المستوى العالي من الرقابة الإلكترونية سوف يؤثر على المدى الطويل على حالة الناس العقلية، وقد يعرضهم لأمراض جسدية. ويضيف مايكل أن الرقابة سوف تزيد من عصبية الناس وتوترهم ما يؤدي إلى أمراض القلب والأعصاب. وقال نائب الرئيس الأميركي السابق آل غور إن الرقابة الإلكترونية ستجعلنا أكثر عصبية، ولكنها لن تجعلنا بالضرورة أكثر أمانا. وشدد غور في تصريحات صحفية مؤخرا على ضرورة أن تتمكن الحكومات من استخدام المعلومات بشكل أكثر نجاعة، وأن تتوقف عن جمعها وتكديسها بلا هدف محدد. |
|
|||||||||||||