العدد 7 - بورتريه | ||||||||||||||
من يعرفونه يتفقون على ألمعيته كمحام متمرس، وإن اختلفوا حول مدى جدارته في إدارة حقيبة الخارجية التي أسندت إليه. يتمتع بصداقات في مختلف الأوساط، لكنه حسبما يتهمه خصومه يصنع عداوات بسهولة. يتحدّر من عائلة معروفة بشغفها بالعلم والعمل العام. والده ووالدته كما أشقاؤه حصدوا مواقع وجوائز متقدمة في الحياة الرسمية والخاصة. والده الراحل الدكتور محمد البشير- وزير الصحة الأسبق- قضى نحبه لدى تحطم مروحية الملكة الراحلة علياء عام 1977. حينذاك، لمّا يكن صلاح الدين البشير قد تجاوز الحادية عشرة من عمره، فتولت تنشئته والدته هيفاء البشير المعروفة بإنجازاتها على صعيد العمل العام. تلك السيدة النشطة نالت عدة جوائز تقديرية في مقدمتها «أحسن أم» من الإمارات العربية المتحدة. درس صلاح الدين البشير (41 عاماً) القانون في الجامعة الأردنية قبل أن يشدّ الرحال إلى الولايات المتحدة ليحصل على شهادة الماجستير من جامعة هارفارد، ويتوجه بعدها الى كندا لنيل درجة الدكتوراه في جامعة «ماغيل». في بداية حياته المهنية، مارس التدريس في كلية الحقوق بالجامعة الأردنية، وتولّى لفترة قصيرة إدارة مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة. يشار إليه باعتباره ساهم في تعريب وهندسة العديد من قوانين التحول الاقتصادي، ومنها إنشاء منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة. كان عضواً في الوفد الأردني المفاوض لانضمام الأردن لمنظمة التجارة العالمية، وهو عضو مجلس أمناء جامعة آل البيت. خلال فترة قياسية تنقل بين عدّة حقائب بدءاً من الصناعة والتجارة ثم وزير دولة لمراقبة الأداء الحكومي وصولاً إلى العدل. ورشحت معطيات تفيد باحتمالات ترشيحه لتشكيل الحكومة، قبل أن يكلف نادر الذهبي بها رسمياً أواخر الشهر الماضي. خلافي وجدلي، سبق أن تعرض لهجمات شرسة من نواب وسياسيين اتهموه بالفساد، لكنه لم يرد.. ولم يسق أياً من متهميه الى المحكمة. كما يقول أحد المقربين منه، رفض الافصاح عن اسمه، ما أبقى التسأؤل بهذا الشأن الى الآن، ويضيف: «على صلاح أن يغلق الملف». يستذكر مراقبون ملاسنته حين كان وزيراً للعدل مع النائب سليمان أبو غيث، بسبب إثارة النائب أبو غيث لمشكلة التعيينات في القضاء واصفاً تلك المشكلة بأنها «قضية فساد». وأيده نواب آخرون. وهي المشكلة التي تطورت الى ملاسنة بين أبو غيث والبشير. الذي كرركلمة «فشرت» ثلاث مرات مما أغضب النواب . واضطر البشير للاعتذار، خصوصاً أنه وقف وحيداً في مواجهة النواب، ولم يتلق دعماً من رئيس وزرائه! وعلى خلفية القضية نفسها، تعرض الى اعتداء من قبل أحد المحامين، بعد جدل بخصوص تعيين محامين كقضاة.. وفي باحة قصر العدل. انتقاله إلى الخارجية أثار علامات استفهام. إذ يجادل منتقدوه بأنه يفتقر إلى الخبرة والحنكة الدبلوماسية. مواقفه السياسية تحتاج الى محك. فلم يسبق أن انخرط في عمل دبلوماسي، أو أبدى انشغالاً ملحوظاً وعلنياً بقضايا سياسية. أما رؤيته الاقتصادية فهي مع الانفتاح وحرية السوق والعرض والطلب. وتأخذ عليه نخب سياسية تواضع خبرته في الشؤون الدبلوماسية الخارجية، وترى في تعيينه بهذا المنصب تكريساً لنقل ملف السياسة الخارجية إلى القصر. قبل أن يأتي البشير، كان هذا الملف يتأرجح بين الوزير والقصر، مع أن القرار النهائي يبقى بيد رأس الدولة. أصحاب هذه الفرضية يستحضرون متانة العلاقة بين الوزير الجديد ورئيس الديوان الملكي باسم عوض الله، ما يدفعهم للقول إنه قد يتحول الى «حامل رسائل الملك». مع أنه تقلب في العديد من المناصب، إلا أن المقربين إليه يرون أنه يبدو في أفضل حالاته في «روب» المحامي،فهو يفكر ويتنفس كمحام. ويشار في هذا الصدد الى أن مكتبه ناشط وناجح ولديه شركاء، وينصب معظم عمله في العراق وفلسطين. ويرون أنه أسدى خدمات كبيرة للسلطة الفلسطينية، نظراً لمعرفته الجيدة بالقانون الدولي. من فضائله ذكاؤه وتفتحه الذهني وانفتاحه على الثقافات، وعيبه الكبير حدة المزاج وسرعة الغضب. |
|
|||||||||||||