العدد 42 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
دعونا نضع المسألة كالتالي: هناك عنصران لـ"الزفر" في البلد هما اللحم والدجاج، ومع أن الدجاج هو في الأصل لحم أيضاً، إلا أن قول أحدهم إنه أكل لحماً لا يعني الدجاج اطلاقاً، ويندر أن تسمع من يقول "لحم دجاج". لم يطور المجتمع الأردني محترفي أكل دجاج مثلما حصل مع اللحم، حيث يستطيع أكيل هذا الأخير أن يميز بين أصناف اللحم ويعرف البلدي من المستورد الطازح من المستورد المجمد وغير ذلك من التفاصيل، بحيث أصبح الناس ينقسمون اجتماعياً بحسب صنف اللحم الذي يأكلونه أو يقدمونه لضيوفهم، والمعروف مثلاً أن المنسف على لحم بلدي، يختلف جذرياً عن المنسف على لحم أسترالي أو مجمد. في عالم الدجاج لم تكتمل التجربة لغاية الآن، فالمقلوبة على دجاج لا تحتاج للكثير من التصنيفات اللاحقة، وكذلك الأمر مع المسخن أو الدجاج المحشي أو غيرها من الوجبات التي ارتبطت بالدجاج، والى زمن قريب كان يصعب على الأكيل تمييز صنف الدجاج الذي يأكله بشكل دقيق، وبالمناسبة فإن أول دجاج مجمد دخل السوق الأردني، وكان من مصدر فرنسي، حظي بمكانة مرموقة، وكان الناس ينظرون اليه بإعجاب شديد لا سيما بالنسبة الى لونه الناصع البياض والى حجمه المتناسق الموحد، وقد تساءل الناس كثيراً عن سر مواصفاته تلك. الصورة الآن تشهد بعض التغيير المتسارع، فأنت الآن بمواجهة أصناف كثيرة من الدجاج شكلاً ومضموناً ،وتمايزاً في السعر وهناك حديث واسع عن اختلافات في الطعم أيضاً. هذا يعني أن الوضع على صعيد اجتماعي/ دجاجي سيشهد تغيرات جذرية، وبالتوازي مع التراتبية الاجتماعية "اللحمية" قد نشهد تراتبية "دجاجية" لا تقل وضوحاً. |
|
|||||||||||||