خالد أبو الخير

تضيء الشمس وجوههم التي هجرت الكرى، يؤمُّون الحسبة بخضرواتهم الطازجة، تسابق أحلامهم في الصباحات الباكرة بكبات الـ"ديانا" وشوارعَ تمتد، علّهم يعودون بغلّة وافرة يسدّون بها رمقهم ورمق أطفالهم وطائفة من المقرضين بالشيكات برسم التحصيل أو "عَ الدفتر".

دقائق ويغمر ضوء الشمس شتى البضائع على قارعة سوق تتفصد تثاؤباً وأرقاً: عتّالون وسائقو بكبات، سماسرة وأصحاب محال طال انتظارهم لما بذروه من مال لمزارعين وعدوهم بأن يدفعوا "عَ الموسم".

على الموسم أيضاً، ثمة بنوك وصناديق إقراض وتجار بذور وأسمدة على لائحة الانتظار أيضاً.

مهرجان الموسم تتمخض عنه أخيراً حفنة من الدنانير. "خذ اقبض حقك يا رجل". وتظل فكرة "الحق" ترن في الذهن دون طائل، حين يتبين أن ما قبضه هذا المزارع أو ذاك لا يتعدى أجور النقل في بعض الحالات، ورسم البيع.

"عوض كريم".. تلك العبارة السحرية تُنهي حديث الخسارة، وتظل غصة بالبال طيلة طريق العودة، وحتى الموسم المقبل.