العدد 41 - اعلامي
 

بخلاف حكومات سابقة لا تتعرص حكومة نادر الذهبي لنقد مباشر من قبل كتاب وصحفيين، دأبوا على نقد الأداء الحكومي وتسليط الضوء على محاور الخلل.

ترافق ذلك مع تمتع الحكومة الحالية بموجة من الثناء من طرف مجلس النواب الذي طالما وجه سهام النقد للحكومات السابقة، ولوح، وسأل، واستجوب.

الحكومة الحالية تمر «بشهر عسل» طويل مع كتاب ونواب، فتغيب المقالات التي تتناول أداء الحكومة وظهرت بدلا منها تعليقات تسلط الضوء على محاور أخرى، مثل منح الحكومة صلاحياتها الدستورية الكاملة وعدم انتزاع أي من تلك الصلاحيات.

يعيد الكاتب الصحفي في يومية الغد محمد أبو رمان عدم نقد الحكومة من قبل كتاب وصحفيين لعدة أسباب يجملها في صراع مراكز القوى من جهة، وشعور كتاب بوجود رابط القرابة بين رئيس الحكومة ومدير المخابرات من جهة ثانية.

أبو رمان يستدرك بالقول «ربما يكون هذا الشعور خاطئا» إلا أنه يشير لصراع مراكز قوى انعكس على الإعلام حيث بدت الاصطفافات واضحة على أكثر من صعيد وظهر تأثر الإعلام بشكل واضح وجلي.

رئيس تحرير يومية الدستور السابق والكاتب أسامة الشريف، يؤيد أبو رمان في ما ذهب إليه بشأن الاصطفافات التي ظهرت جليا في الوسط الإعلامي خلال الفترة المنصرمة، بيد أنه يؤكد إن مرحلة مختلفة يمر بها الإعلام هذه الأيام وصفها بـ«ليونة».

لا يحبذ الشريف وأبو رمان التوسع في شرخ مفهوم الاصطفافات أو إبعادها وومن تتشكل ومراكز القوى التي يتم الحديث عنها، إلا أنهم يؤيدون أن شهر العسل للحكومة طال، وأن مرحلة «الترييح» الصحفي تواصلت لأكثر من ثمانية أشهر.

وفيما يوضح أبو رمان أن الحكومة لم تكن بعيدة عن النقد من قبل كتاب صحفيين طوال الفترة الماضية، مؤكدا أن حجم النقد لا يوازي ما كانت تعرض له حكومات سابقة.

على مدى السنوات الخمس الماضية تعرضت الحكومات المتعاقبة لنقد دائم من قبل كتاب ونواب قاموا على الدوام بتشريح برنامجها ومطالبتها التقيد بما التزمت به في بيان الثقة أو بما جاء في كتاب التكليف.

لا يحبذ الشريف وأبو رمان تسليط الضوء على عنصر القرابة بين رئيس الوزراء ومدير المخابرات، وإنما يعتقدان أن السياقات المختلفة للإعلام أنتجتها صراعات القوى، التي أدت بدورها لعدم التركيز لما تقوم به الحكومة وتسليط الضوء على تلك المراكز وممارساتها، لجهة نقدها من قبل البعض والثناء عليها من قبل آخرين.

كاتب صحفي طلب عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع المطروح وعلاقته بزملائه، يرى أن ما ذهب إليه كتاب من اصطفافات أدى لفقدانهم صدقيتهم لدى القارئ. ويسترسل بالقول «معظم كتابنا باتوا معروفو الاتجاه، فعندما تذكر اسم كاتب معين تجد من يجيبك انه من جماعة فلان أو علان».

لا ينسى أبو رمان التأشير الى أن قدرة رئيس رئيس الوزراء على مخاطبة الرأي العام وحضوره الجيد واطلاعه المستمر للكتاب والصحفيين على مجمل عمل حكومته ما أدى الى تخفيف حجم النقد للحكومة.

الحكومة بعيدة عن سهام نقد الكتاب والنواب، الى حد بعيد، ولديها الفرصة الكاملة لترجمة ما التزمت به في بيانها الوزاري وما جاء في كتاب تكليفها دون أن تدخل في صراعات خفية طالما «تذرعت» بها حكومات سابقة.

وعندما يطول عمر الحكومة وتنتهي مدة التفكير والتأمل، وتدخل مرحلة تطبيق البرامج على الأرض مثل نظام النقل العام والطاقة وشبكة الأمان الاجتماعي هل سيتغير الحال أم سيبقى كما هو الآن؟.

جرعة من النقد وسط موجة ثناء: الحكومة تنعم بشهر عسل طويل مع الصحفيين والنواب
 
28-Aug-2008
 
العدد 41