العدد 6 - رزنامه | ||||||||||||||
وسط جمهور جاء ليحتفل بيوم التضامن مع الشعب الفلسطيني، أحيت الفنانة عايدة الأمريكاني حفلتين على المسرح الرئيسي في مركز الحسين الثقافي، أشعلت فيهما الأمل بالعودة، وأكدت أن “القدس ليست بعيدة”، عبر غناء أكّد ما كاد يُنسى من “رسالية” الفن، ودوره الطليعي في التعبئة الجماهيرية. اتسمت حفلتا الفنانة التي حازت جوائز عدة في غير مهرجان، بحضور التراث، سواء في كلمات عدد من الأغنيات، أو في الموسيقى وإيقاعاتها، أو حتى في الثوب المطرز الذي ارتدته عايدة من تصميم سرية الموسى. وبعد استهلالتها المعتادة بنشيد “موطني” الذي أدّته بصوت أوبرالي قادم من أعماق الروح، غنّت عايدة من كلمات محمود درويش وأمينة العدوان وعلي البتيري وشهلا الكيالي وكمال دافش، ومن ألحان وتوزيع وائل الشرقاوي ونصري خالد وعمر عباد وعبد القادر عباد وطارق يونس وقاسم صابونجي، أغنيات توزعت على مساحة الجرح الفلسطيني الممتد منذ خمسة عقود ونيف، بمرافقة عرض بصري مصور، أرادت منه أن تكرّس اشتغالها على التناغم بين الصورة المعبّرة التي تمنح من المعاناة حضورها، وبين الصوت الشجي متعدد الطبقات الذي رافقه أداء موسيقي لفرقة استعانت بمعظم الآلات الموسيقية المعروفة. وفيما هي تغني “الأم الفلسطينية” لم يَحُلْ وقوف عايدة على الخشبة دون سقوط دمعات على وجنتيها، فكان لها وقع الجمر على قلوب الجمهور الذي لم يتمالك نفسه هو أيضاً، فبكى بعضه معها. ثم انتقلت إلى أغنيتها “نحو الشمس”، حيث الوعد بالحرية وإن طال الزمن، ثم إلى “طفل على البوابة” التي أدانت فيها جدار الفصل العنصري، ثم عادت إلى التراث لتغني “والله لازرعك” و”يما مويل الهوى” من الفلكلور الفلسطيني، معلنةً انتماءها بصوتها الصافي الذي ينسرب إلى القلب والروح معاً، لقضيتها. ورغم ما تخلل الحفلتين من عثرات فنية كان أبرزها طغيان صوت الموسيقى وتغوله على صوت الفنانة، إلا أن الجمهور الذي ملأ مقاعد المسرح نسبياً في الحفلتين أبدى حماسة وتواصلاً مع عايدة حتى آخر أغنياتها. |
|
|||||||||||||