العدد 41 - احتباس حراري | ||||||||||||||
التغير المناخي لا يؤثر في حياة البشر فقط، بل تمتد أخطاره لتصيب الحيوانات أيضاً. هذا ما تؤكده دراسة نُشرت نتائجها أخيراً، كاشفةً أن الطيور والأسماك في العالم مهددة بأخطار ذات الصلة بالتغير المناخي. هذه الظاهرة الخطيرة تدفع الطيور في بريطانيا لوضع البيض مبكراً، وفقاً لمسحٍ جرى للتعرف على التغيرات السلوكية التي تقوم بها الكائنات الحية للتأقلم مع ارتفاع درجات الحرارة. قامت الدراسة بتحليل نحو 30 ألف عشّ. وتبين أن طيور الشرشور تضع بيوضها بمعدل متوسط يبلغ تسعة أيام، وهو أبكر عمّا كانت عليه في عقد الستينيات، بينما تضع طيور أبو الحناء بيضها قبل ستة أيام من موعدها المعتاد. يوضح التحليل أن عدد الطيور البرية انخفض إلى النصف مقارنة بما كان عليه قبل 30 عاماً؛ في حين ارتفع عدد الطيور المائية التي تقضي الصيف في بريطانيا، وبشكل ملحوظ. وقال مدير العمليات بالجمعية الملكية لحماية الطيور مارك أفيري، إن تقرير هذا العام يكشف أن تأثير ظاهرة التغير المناخي «حقيقة تعيش بيننا، ومن الحدائق وحتى البحار اضطرت الطيور لاتخاذ ردود فعل سريعة للبقاء على قيد الحياة»، مضيفاً أن الطيور «تنذرنا بالتغيرات المستقبلية الخطيرة». وكشفت دراسة علمية أخرى أن تغير المناخ يزيد إلى حد كبير من حجم المخاطر التي تواجهها الطيور في أرجاء العالم، ويهدد بانقراضها. فحالات الجفاف التي تتعرض لها بعض المناطق في العالم، وظروف الطقس القاسية، بدأت تشكّل مزيداً من الضغوط على المَواطن الرئيسية للطيور في العالم. ووضعت الدراسة قائمة تدعى «القائمة الحمراء للطيور» لهذا العام، شملت 1226 نوعاً من الطيور المهددة بالانقراض، ما يشكل زهاء 12 بالمئة من أنواع الطيور الموجودة في الطبيعة. هذه القائمة تعدّها مؤسسة «بيردلايف إنترناشيونال» الخيرية المعنية بخفض الأخطار المحدقة بحياة الطيور. وتتم مراجعتها كل أربعة أعوام. يقول منسق قسم المؤشرات والبحوث في المؤسسة، ستيوارت بوتشارت، أن هناك مجموعة كبيرة من أنواع الطيور أصبحت مهددة نتيجة ظروف الطقس القاسية والجفاف. ويضيف أن «القائمة الحمراء» التي تمت مراجعتها مؤخراً، ضمت ثمانية أنواع جديدة من الطيور في باب «مهددة بشكل قاتل وخطير». طائر الببغاء في جزر الهاواي أصبح هو الآخر مهدداً بالانقراض. وكان من بين هذه الأنواع الثمانية، «الفلوريانا»، الطائر الغريد المتميز بقدرته البارعة على محاكاة أصوات الطيور الأخرى، والذي أصبح تواجده محدوداً في جزيرتين صغيرتين في جزر جالاباجوس. كما انخفض عدد تلك الطيور في النوع الواحد، من 150 طيراً بالحد الأعلى في أواسط ستينيات القرن الماضي، إلى أقل من 60 طيراً الآن. من جهة أخرى، بيّن باحثون أستراليون أن التغير المناخي يُضعف حاسة السمع لدى الأسماك، ما يجعل من الصعب عليها العثور على مأوى، ويهدد حياتها. يعزو العلماء ذلك إلى زيادة نسبة الكربون في الجو، الذي يؤدي إلى انخفاض نسبة الكالسيوم في المياه، وبالتالي ضعف حاسة السمع عند الأسماك التي تعتمد على هذه الحاسة بشكل كبير للبحث عن مأوى. تقول مونيكا جاجليانو ومارشيال دبزينسكي من جامعة جيمس كوك: «الأسماك الاستوائية في منطقة جريت بارير ريف التي تقع قبالة الساحل الشرقي لأستراليا تنمو بآذان غير متماثلة. وتعمل نسبة الحموضة المرتفعة على تقليل نسبة كربونات الكالسيوم التي تحتاجها الأسماك لتنمو عظامها بشكل صحي، ومنها عظام الأذن، إذ إن مستويات الأحماض المرتفعة تجعل من الصعب على الأسماك أن تمتص مادة الكالسيوم». وتوضح أنه في حال تعرضت حاسة السمع لدى الأسماك للخطر، فإن هذا سيؤثر في قدرتها على العودة للشعاب المرجانية، لتضلّ طريقها في المحيط الواسع. في سياق متصل، بيّن التقرير الأخير لوزراء البيئة في مجموعة الدول الصناعية الكبرى أن الاحتباس الحراري أصبح يهدد يومياً حياة نحو 150 نوعاً من الحيوانات والنباتات، ويؤدي هذا إلى اختلال قاعدة التنوع البيولوجي بسرعة هائلة، ما يعني تهديداً خطيراً للبيئة. وأوضح التقرير أن للاحتباس الحراري تأثيرات تؤدي لنقص المياه والغذاء، وانتشار الفيضانات، وبعض الأمراض كالملاريا. |
|
|||||||||||||