العدد 41 - احتباس حراري
 

تجرد القطب الشمالي من ثلوجه لفترة مؤقتة هذا الصيف، في ظاهرة فريدة ستوثق مرحلة جديدة في ذوبان الجليد منذ عشرة أعوام بسبب الاحتباس الحراري.

ويتوقع العلماء أن لا يعود هناك جليد في القطب الشمالي بعد انتهاء فصل الصيف الحالي. ووفقاً للعالم مارك سرزي من معهد Snow and Ice Data: "هذا ما يفسر أن القطب أصبح مغطى بطبقة رقيقة من الثلج".

يقدّر سرزي أن نسبة حدوث هذا التوقع تصل إلى 50 بالمئة، ويضيف: "من الوارد أن تبحر المراكب من الأسكا للقطب الشمالي". مبيناً أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي حصل فعلاً في تاريخ الأرض، لكن بالتأكيد ليس في الأزمنة الحديثة.

ويوضح سرزي أن العقد الأخير، وتحديداً السنوات الثلاث الأخيرة منه، شهد تراجعاًَ واسعاً للطوف الجليدي في القطب الشمالي، معتقداً أن هذا التراجع سيؤدي لاختفاء الثلوج خلال الصيف في محيط القطب الشمالي، بحلول 2050.

ويمثل القطب الشمالي من وجهة النظر العلمية منطقة عادية كغيرها من المناطق على سطح الأرض، لكنها تكتسب أهميتها من إمكانية ذوبان جليدها كلياً حتى لفترة مؤقتة، وهو أمر "يحمل معنى رمزياً قوياً في مخيلة العلماء"، بحسب تعبير سرزي، الذي يقول إنه لا يمكن تصور القطب الشمالي خالياً من الثلوج. ويردف مازحاً: «كيف سيتمكن سانتا كلوز من العيش فيه!». وتشكل هذه الظاهرة مؤشراً آخر لاختفاء الطوف الجليدي في القطب الشمالي، لكن المستغرب هو إمكانية حدوثه بهذه السرعة. «قبل خمس سنوات فقط لم أكن أتصور حدوثه» يقول سرزي.

كانت الأقمار الصناعية سجلت خلال أيلول/سبتمبر 2007، أصغر مساحة للطوف الجليدي، في ذروة الذوبان الجليدي منذ قرن على الأرجح. إذ ذاب ما نسبته 23 بالمئة من الطوف الجليدي، مما حطم الرقم القياسي السابق المسجل في العام 2005.

يذكر أن فصل ذوبان الثلوج في القطب الشمالي بدأ في منتصف حزيران/يونيو، وبلغ الجليد مستواه الأدنى عند منتصف أيلول/سبتمبر، والأقصى في فصل الشتاء عند منتصف آذار/ مارس.

ورغم المخاطر التي ينذر بها ذوبان الجليد في القطب الشمالي، إلا أن هذا الذوبان له جوانبه الإيجابية. ومنها أن السفن ستتمكن من سلوك المعبر من الشمال للغرب بصورة منتظمة، متفاديةً بذلك دورةً طويلة عبر قناة بنما أو كاب هورن. فضلاً عن ذلك، فإن أعماق محيط القطب الشمالي غنية بالنفط، ومن دون الجليد سيصبح الوصول لهذه الحقول النفطية أكثر سهولة كما يؤكد عدد من الخبراء.

القطب الشمالي بلا ثلوج هذا الصيف
 
28-Aug-2008
 
العدد 41