العدد 40 - اعلامي
 

حرية الاطلاع على الإنترنت كانت من ابرز العقبات التي واجهت الصين الدولة الشيوعية في استضافتها للألعاب الاولمبية التي تقام حاليا في العاصمة بكين وتنتهي في الرابع والعشرين من آب/أغسطس الجاري.

اللجنة الاولمبية الدولية انتزعت وعدا من الصين قبل منحها حق تنظيم الاولمبياد قضى بالسماح للإعلاميين في المركز الصحفي الذي يقام خصيصا للدورة الاولمبية بالاطلاع على المواقع التي يرغبون فيها بحرية دون حجب لمواقع او فرض رقابة على اخرى.

مع بدء الألعاب الاولمبية التي انطلقت في التاسع من آب/أغسطس الجاري لم تلتزم الدولة المنظمة بما وعدت به وقامت بحجب مواقع عن المتصفحين في الموقع الإعلامي، الأمر الذي أثار ردوداً متباينة من قبل اللجنة الاولمبية الدولية والدول المشاركة.

منظمة «مراسلون بلا حدود» واللجنة الدولية للصحفيين وتقارير صحفية أكدت خبر حجب مواقع الكترونية عن متصفحي الشبكة العنكبوتية في القرية الصحفية، ومنها مواقع شبكات عالمية على شاكلة الـ«بي بي سي».

رئيس المفوضية الصحفية للجنة الأولمبية كيفن كوسبر، أعلن من قبل أن الصحفيين المصرح لهم بتغطية الألعاب سيتمكنون من استخدام الإنترنت بشكل «حر ومفتوح».

كوسبر عقب على حجب بعض المواقع في المركز الصحفي، بالقول: «لقد علمت الآن أن بعض مسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية تفاوضوا مع الصينيين بشأن حجب بعض المواقع الحساسة على أساس أنها تعتبر غير ذات صلة بالألعاب».

المتحدث باسم اللجنة المنظمة سون ويي دي قال إن «السلطات تضمن حصول وسائل الإعلام المصرح لها على مساحة اطلاع كافية على شبكة الإنترنت».

أقر سون انه ليس بإمكان الصحفيين الأجانب أن يستعملوا بعض المواقع الالكترونية التابعة للحركات الروحية وغيرها من المواقع خلال الألعاب.

محاولات صحفيين في الموقع الإعلامي الدخول لموقع منظمة العفو الدولية أو إجراء أي بحث يتعلق بـ «التبت» على أي من محركات البحث من داخل المركز الصحفي الذي يستضيف حوالي 6000 من مراسلي الإعلام، فشلت ولم تؤد لنتيجة.

اعتبر المتحدث الصيني أن الوعد بالسماح للصحفيين الأجانب باستعمال المواقع التي تساعدهم على القيام بعملهم قد نفذ من وجهة نظرهم، مضيفاً: «لقد اعطيناهم ما هو كاف للقيام بذلك».

منظمة «مراسلون بلا حدود» ذكرت انه تم في الأيام الأولى من انطلاق الاولمبياد الذي يحظى بمتابعة أكثر من ثلاثة مليارات إنسان حول العالم حجب موقع «بي بي سي» وغيره من المواقع الإخبارية الأجنبية، مثل شركة البث الألمانية العامة «دويتش فيله» وصحيفة «أبل ديلي» اليومية بهونج كونج.

وأكدت وزارة الخارجية الصينية أن المواقع ذات الصلة بحركة «فالون جونج»، التي تصفها الحكومة بأنها طائفة خطيرة، لن تكون متاحة للصحفيين.

رئيس لجنة حماية الصحفيين بول شتايجر قال: «إنني محبط من التقارير التي قرأتها والتي تكشف أن الصين لم تكن تنوي منذ البداية السماح بالاطلاع على الإنترنت بحرية فحسب، بل تثبت أيضا أن كبار مسؤولي اللجنة الأولمبية الدولية شركاء في هذا التدبير. (...) إن هذه التقارير تعكس تراجعا هائلا. على اللجنة الأولمبية الدولية معالجة هذه المسألة بصورة فورية وعلنية».

وكالات أنباء رصدت تعامل الشرطة المحلية بخشونة مع مراسلين ومصورين من هونج كونج وصادرت المواد التي صوروها خلال شجار بين المتزاحمين لشراء تذاكر الألعاب الأولمبية، حسب جمعية صحفيي هونج كونج والفدرالية الدولية للصحفيين.

رئيس اللجنة الاسترالية رئيس وفد بلاده إلى الاولمبياد جون كوتس وهو عضو في اللجنة الاولمبية الدولية، عبر عن إحباطه تجاه مواصلة السلطات الصينية رقابتها على المواقع الالكترونية، مشيرا إلى أن الصين نقضت وعدا اساسيا من الوعود التي سمحت لها في استضافة الالعاب.

واكد كوتس ان رئيس اللجنة الاولمبية الدولية البلجيكي جاك روغ وكوسبر سيجريان محادثات جدية مع السلطات الصينية حول هذه المسألة، لكنه ألمح الى انه ليس اكيدا من ان اللجنة الاولمبية الدولية تملك الصلاحيات التي تخولها التأثير في قرارات السلطات الصينية.

وكان روغ اكد مؤخرا في حديث مع «فرانس برس» انه لن يكون هناك اي حظر او رقابة على الإنترنت في بكين 2008، مضيفاً: «لاول مرة سيتمكن الإعلاميون الاجانب من نشر مواضيعهم بحرية في الصين. لن يكون هناك اي رقابة على الإنترنت».

الصين حصدت ذهب الأولمبياد وحاصرت الشبكة العنكبوتية
 
21-Aug-2008
 
العدد 40