العدد 40 - احتباس حراري | ||||||||||||||
قال علماء إن الزيادة في نسبة ثاني أكسيد الكربون في الهواء تدعو إلى التحرك الجدّي لمقاومة الاحتباس الحراري، بخاصة في ظل عدم الانتباه للنقصان الحاصل في نسبة الأكسجين في الهواء على الأمد الطويل، وتبعات ذلك. مقارنة بالماضي، نقصت نسبة الأكسجين في الغلاف الجوي إلى الثلث، وتجاوزت نسبة النقصان 50 بالمئة في المدن الملوثة. هذا التغير في مكونات الهواء الذي نتنفسه له تداعيات سلبية على صحتنا، ويؤثر في حياة الإنسان على الأرض، بحسب رودي نيومن الذي يعد كتاباً جديداً بعنوان "أزمة الأكسجين". قبل نحو 10 آلاف سنة، كانت الغابات تغطي على الأقل ضعفَي ما تغطيه في أيامنا هذه، ما يعني أن نسبة ما تفرزه هذه الغابات من الأكسجين انخفضت إلى ما يقارب النصف. كما أن التصحر واختفاء الغابات يسرّعان النقصان في نسبة الأكسجين. يتكرر الأمر نفسه في المسطحات المائية. إذ تبين تقارير من «ناسا» أن نسبة إنتاج الأكسجين في المحيط الهادئ قلّت بنسبة 30 بالمئة عمّا كانت عليه في الثمانينيات من القرن الماضي، أي أن هذا الهبوط السريع حدث في ثلاثة عقود فقط. في العام 2004 أكدت الأمم المتحدة أن هنالك نحو 150 «منطقة ميتة» في محيطات العالم، حيث يتم فيها إلقاء المخلفات ونفايات المصانع وغيرها من الملوثات التي تؤثت في نسبة الأكسجين، ما يجعل الحياة بالنسبة للأحياء البحرية مستحيلة. البروفيسور روبرت بيرنر، من جامعة ييل، بحث في نسبة الأكسجين من خلال تحاليل كيميائية للمستحاثات. يقول بيرنر إن البشر كانوا يتنفسون كميات أكبر من الأكسجين قبل نحو 10 آلاف عام. ويرى معظم العلماء أن نسب الأكسجين في انخفاض في البحار، كما أنها في انخفاض أكثر في المدن الملوثة. ويعزون ذلك إلى تسارع الأنشطة الإنسانية على الأرض كالصناعة وحرق الوقود. ففي القرن العشرين زادت نسبة أكسيد الكربون بسبب حرق الوقود، كما قام الإنسان باستهلاك نسب الأكسجين وتدمير النباتات من خلال قطع الاشجار. يرى البرفيسور يرفين لاسيزلو الذي يعمل مستشاراً في الأمم المتحدة، أن انخفاض نسبة الأكسجين سيؤثر في حياة الناس، وستكون له تبعات وخيمة. رغم أن الدراسات في هذا المجال نادرة، فإن لاسيزلو يرى إنه لكي يعمل الجسم بطريقة جيدة، لا بد أن يستنشق كمية جيدة من الأكسجين، وسوى ذلك ستدمر مناعة الجسم. وهو يؤكد أن نقص الأكسجين هو سبب الأمراض التي تصيب الإنسان مثل السرطان وغيرها. |
|
|||||||||||||