العدد 40 - كاتب / قارئ
 

السيد رئيس تحرير «ے»..

أشير لما نشر في صحيفتكم الغرّاء «ے» يوم الخميس 14/8/2008 العدد (39)، حول صندوق المعونة الوطنية (الصفحة السادسة).

إنني إذ أشكر اهتمامكم لأرجو إن أمكن نشر التوضيح التالي:

- ارجو اعتبار هذا التوضيح بمثابة مشاركة في الرأي وليس رداً، حيث إنني أكن كل الاحترام للصحيفة والمقال وكاتبه والآراء الواردة فيه.

- نرحب بأي نقد أو تحليل أو ملاحظات لقناعتنا أن الصندوق مُلك للجميع وليس لأحد، وهو مؤسسة حكومية أردنية معنية بالوطن.

- ليس في هذا التوضيح ما يشير إلى إدعاء الكمال، فالكمال لله وحده، وقد كررنا مراراً وتكراراً بأن الخطأ البشري موجود.

- لا خلاف بيننا بأن المعلومة الدقيقة والتحليل العلمي من أهم مقومات تصويب أي خلل في المسيرة، والوصول للصورة الأفضل وهذا ما نسعى إليه دائماً.

الصندوق بشكل عام..

1) لم يكن أمنية أي منّا زيادة موازنة الصندوق على اعتبار أنه من المفروض أن يقل عدد المنتفعين باستمرار، ولكن ليست دائماً تجري الرياح بما تشتهي السفن، فلا يمكن اغفال الجوانب الاقتصادية التي تأثرنا بها، كما تأثر بها العالم كله.

ولذلك، فإن القارئ الجيد للصندوق وأرقامه وإنجازاته يلاحظ أننا حاولنا المحافظة على الموازنة نفسها خلال عدة سنوات (2004 - 2007) مع المتابعة المستمرة والوصول للمستحقين الحقيقيين، ونتيجة الظروف الاقتصادية تمت زيادة الميزانية من أجل توفير العيش الكريم للمواطنين الفقراء قدر امكانياتنا.

2) غني عن القول بأنه وفي كل المجتمعات المتقدمة والنامية، ومن ضمنها الأردن هناك فئات بحاجة للمعونة المباشرة لأنه لا حول لها ولا قوة، حيث أن الأطفال الأيتام، وشديدي الاعاقة والمسنين الفقراء هؤلاء بحاجة لتوفير العيش الكريم، وبالمناسبة هؤلاء يشكلوا غالبية منتفعي الصندوق.

3) موضوع أن هناك من يستفيد من الصندوق وهو غير مستحق، قد يكون هناك بعض الأسر أو الأشخاص تنطبق عليهم هذه المقولة، ولكن دون مبالغة لأن الأرقام موجودة لدى الصندوق وبامكان كل من يرغب أن يطلع عليها ويحللها، ليجد أن غالبيتهم هم من الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة، ولا يستع المجال هنا لتوضيح ذلك بالأرقام والنسب.

4) إن الوصول لأقصى درجة من الدقة في دراسة أي حالة يتطلب المعادلة الشهيرة: مواطن صادق وموظف كفؤ وبيانات دقيقة. وحين تتوفر هذه المقومات نصل للصورة المثالية وحين يكون هناك خلل في أي من أطراف هذه المعادلة نخطئ ونحن حتماً لم نصل للصورة المطلوبة ولكن نحاول قدر الامكان أن نصل للوجه الإيجابي.

5) القضايا الاجتماعية وتحديداً الفقر قضايا معقدة ومتشابكة ومتغيرة ولذلك قد تكون هناك حالات مستحقة اليوم لتصبح غداً غير مستحقة، ومن الظلم أن نلوم الصندوق أو الباحث على ذلك ولكن ما هو مطلوب المتابعة ونحن نحاول دائماً.. وكما ذكرت يبقى هناك مجال للخطأ.

6) لا شك أن هناك عومال متعددة تتداخل في قضية المعونة ولعل من أهمها ثقافة فهم المال العام! هذه الثقافة السلبية لدى العض تؤثر على عملنا ونحاول أن نؤكد باستمرار أن المال العام ليس مباحاً ولذلك نستخدم أسلوب التوعية والثواب والعقاب في هذه القضايا.

النظرية والتطبيق..

لعل من أسهل الأمور خصوصاً بعد التقدم التكنولوجي، صياغة مشروع مثالي!، تماماً مثلماً هو النقد وبيان العيوب، لكن التطبيق هو المشكلة وعلى سبيل المثال تطرح باستمرار قضية المشاريع والتنمية المستدامة ويشار إلى ضرورة أن يعمل الصندوق في هذا الإطار وهنا لا بد من التأكيد وبمصداقية على مجموعة من القضايا:

1 - أنا من المؤمنين إيماناً مطلقاً بأهمية العمل والمشاريع الانتاجية و... ولكن من المهم أن نكون صادقين مع أنفسنا وندرك أهمية الدقة في هذا الأمر، فهناك ضرورة لمعرفة من سيأخذ ا لمشروع ولماذا وكيف، لأن المشاريع حين تكون فاشلة تصبح عبئاً على المواطن بدل أن تكون عوناً له، وهذه قضية قد يطول الحديث فيها وأنا على استعداد لمناقشتها تفصيلاً.

2 - لقد حاول الصندوق ذلك ولكنه فشل في هذه المشاريع وشكل ذلك عبئاً على المال العام والمواطنين أنفسهم. وربما هناك أسباب كثيرة ليس المجال للحديث فيها، علماً أن هناك مؤسسات اقراضية موجودة من أجل منح قروض لمشاريع وهي مفتوحة لكل المواطنين، ولسنا في مجال المنافسة بل التكاملية وهذه المؤسسات أقدر منا على القيام بذلك.

3 - إن غالبية منتفعي الصندوق هم من الفئات غير القادرة على العمل ولذلك من الصعب الربط بينها وبين المشاريع، بل إن الصندوق شجع أبناء وبنات هذه الأسر على العمل ولكن ما زالت النتائج غير مرضية.

4 - كلنا نحفظ المثل الصيني، وقضية الصنارة والسمك والصيد، ولكن أرجو أيضاً أن لا ننسى أننا إذا علمنا الشخص صيد السمك ونرسله للبحر الميت!! وهذا يعني مسؤولية الجميع عن قضايا الفقر ومحاربته.

5 - إن من يعمل يخطئ ونحن نعترف في حال الخطأ، ولكن نحن نطلب من الجميع إعلامنا عن أي خطأ، وأن يهدي عيوبنا إلينا، ولدينا شفافية مطلقة في الاجابة والسؤال والمعلومة.

أكرر شكري وتقديري لكل من ساهم في طرح الموضوع، ونرحب بأي فكرة أو رأي أو نقد، ونتمنى أن نصل جميعاً إلى الصورة المثالية وفي الوقت نفسه نتمنى أن تطرح قضايا تعليمية ومهنية ومعلومة دقيقة.

محمود الكفاوين

مدير صندوق المعونة الوطنية

توضيح وليس رداً: لا يمكن صيد السمك في البحر الميت!
 
21-Aug-2008
 
العدد 40