العدد 39 - احتباس حراري
 

يرى خبراء بيئة لبنانيون أن شجرة الأرز التي تمثل رمزاً لبلادهم، تتعرض لتهديد التغير المناخي الناجم عن الاحتباس الحراري.

أصبحت هذه الأشجار تغطي ما مساحته خمسة آلاف فدّان في لبنان، ولا توجد إلا في 12 معقلاً على ارتفاع عال من مستوى سطح البحر، بعد أن كانت، وعبر قرون، منتشرة بكثرة. إذ كانت تغطي أجزاء شاسعة من جنوب تركيا وسورية ولبنان. لكن الطلب على أخشابها، كما تبيّن كتب التاريخ، أثر في أعدادها وانتشارها، إذ قطع العثمانيون الكثير من هذه الأشجار. كما استخدمت القوات البريطانية خشب الأرز في بناء خط السكك الحديدية بين طرابلس وحيفا خلال الحرب العالمية الثانية.

يعدّ التغير المناخي، التحدي الأكبر لهذه الشجرة الآن، كما يبين نزار هاني، المنسق العلمي لمحمية أرز الباروك الطبيعية بجبال الشوف.

يقول هاني إن النطاق الطبيعي للأرز يتراوح حالياً بين 1200 و1800 متر فوق مستوى سطح البحر، وتخضع كلها الآن للحماية تقريباً.

تقول أستاذة البيئة بجامعة البلمند اللبنانية إن طول عمر الأرز اللبناني لا يعطيه حصانة ضد التغير المناخي، مشيرة إلى أن شجرة الأرز تنمو على ارتفاع معين في التربة الرطبة، التي يتم تصريف مياهها جيداً، وذات المستوى المعين من الرطوبة.

وتقول: "هذه هي الجوانب التي يمكن أن يؤثر فيها التغير المناخي بشدة، وبخاصة في هذه المنطقة، فمن الممكن أن يحدث انخفاض كبير في الرطوبة وانخفاض في سقوط الأمطار. الأمر الذي يؤثر في حياة الأشجار وحياتها".

تبين التقارير أن شجرة الأرز تعرضت قبل 10 سنوات لخطر الانقراض بسبب إصابتها بحشرة الزنبور التي كانت تتغذى على الأعشاب، إلا أن البيئيين استطاعوا السيطرة عليها في نهاية المطاف. يقول الأستاذ بالجامعة الأميركية في بيروت نصري قعوار، في هذا السياق، إنه لم يرَ بعد أي تدهور خطير في مسيرة أشجار الأرز على مدار السنين، عدا ما أصابها من هذه الحشرة. وهو يورد أدلة علمية كافية للتكهن بمدى التأثير الذي سيطرأ على أشجار الأرز بسبب التغير المناخي. ويضيف: "التغير المناخي لا يحدث بين عشية وضحاها، بل على مدار سنوات كثيرة". يقول قعوار: «بالنسبة لي، أشجار الأرز رمز للبنان. إنها تظهر قدرة البلاد الرائعة على الاحتمال. آمل أن يستطيع أحفادي الاستمتاع بها».

الأرز اللبناني ينمو ليصل إلى شكله الاسفيني المميز بعد أن يصل ارتفاعاً يراوح ما بين سبعة وثمانية أمتار. بعد ذلك يموت الرأس. وهذه حالة طبيعية وليست مرضاً، لأن خزان المياه تحت الأرض لا يستطيع تغذية الشجرة إلى هذا الارتفاع. هذا هو الفرق بين شجرة الأرز اللبنانية وتلك التي تنمو في أماكن أخرى من العالم، فإذا تمت زراعة الأرز اللبناني في مناخ كثير المياه والجليد، فإنه لا يمكن أن ينمو بالشكل الاسفيني.

أرز لبنان يواجه خطر الاحتباس
 
14-Aug-2008
 
العدد 39