العدد 39 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
ارتبك السلوك «البنزيني» في البلد بسبب حادثة التخفيض التي جرت على سعره في الثامن من هذا الشهر، فعلى عكس العادة عند حالات تغيير السعر التي كانت على الدوام مقتصرة على الرفع، فإن مالك أو سائق السيارة الذي «طرمها بنزين» ليلة السابع من آب، أي ليلة التخفيض، هو أكثر حزناً من زميله الذي أجّل التزود بالبنزين الى صباح اليوم التالي. بالتوازي مع ذلك فإن السائق الذي استمر لأيام عدة «يمشي على السعر القديم» وكان في السابق يصطف في قائمة السعداء، أصبح هذه المرة تعيساً نظراً لاختلاف دلالات واستحقاقات عبارة «السعر القديم». على صعيد آخر، الذين كانوا خلال العقود الماضية يهزأون من حديث الحكومات عن «تحديد» أسعار المحروقات ويرون أنها بذلك تتلافى الكلام المباشر عن «زيادة» تلك الأسعار، وظلوا يطالبون بتسمية الأمور باسمها الحقيقي، الى أن استجابت لذلك وأخذت مؤخراً تتحدث صراحة عن «ارتفاع»، سيتضح لهم الآن أن الحكومة كانت تتحدث لغة استراتيجية، وأنهم لو لم يحتجوا طيلة تلك السنوات، لكان التخفيض الذي جرى «تحديداً» ولما رافقه كل هذا الابتهاج بالمصداقية. تبقى الإشارة همسا في أذن الذين سارعوا لامتداح الحكومة بسبب التخفيض الذي أجرته، الى أن أغلبهم لم يكن يلوم الحكومة عند رفع السعر بل وجه لومه الى السوق العالمية، وهو ما يعني أن المدح ينبغي أن يوجه الآن للسوق العالمية أيضاً. |
|
|||||||||||||