العدد 39 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
من بين 1030 قضية خلع مسجلة تم البت بـ226 حالة ، فيما لم تتابع 430 حالة وتم اسقاطها بعد تراجع الزوجات اللواتي رفعنها، في ما ما زالت بقية القضايا قيد النظر. تكشف هذه الأرقام عن العدد الفعلي التراكمي التاريخي للزوجات الجادات في طلب الطلاق، فالأغلبية الساحقة من الزوجات سبق لكل منهن ان طلبت الطلاق في ظروف انفعال خاصة، والأمر حينها قد يصبح جدياً لولا أن أمر الطلاق الفعلي بيد الزوج، وتعرفون المشهد الشهير في المسلسلات والأفلام حين تصر الزوجة على الطلاق، وتعلن لزوجها أكثر من مرة أنها «لن تقعد له في دار»، ويستمر الزوج بتجاهل ذلك الطلب، ولكن عند استجابته وإعلانه الطلاق المطلوب، فإن الزوجة سرعان ما تنهار وتبكي بمرارة... «أهذا هو جزائي؟ تطلقني؟». إن تكرار مرات طلب الطلاق من قبل الزوجات واستمرار الأزواج في رفض الطلب، أصبح أحد طقوس أو ربما أحد أسرار الاستقرار في الحياة الزوجية في بلادنا، فالزوجة تقوم بذلك على سبيل التأسيس لأهميتها والتأكيد على معزتها لدى الزوج، وترى في رفض زوجها المتكرر تحقيقاً لتلك الأهداف. إن ما يسمى «تربيط الزوج»، أي تقليص احتمالات ان يقوم بتطليق زوجته، يعد أحد أركان عملية بناء الأسرة في بلادنا، ويتم ذلك من خلال المبالغة في المتطلبات في أثناء الاعداد للزواج، ثم من خلال كثرة الأولاد بعد الزواج، وقد قالت النساء في ذلك مثلا شهيرا هو: «أولادنا أوتادنا». لو كنت مكان النشيطات النسائيات لعملت «بنط جدعنة» كما يقول أشقاؤنا المصريون، وأعلنت التوقف عن المطالبة بالقانون. |
|
|||||||||||||