العدد 39 - رزنامه | ||||||||||||||
السجل – خاص تعكس أعمال الفنانة الفوتوغرافية الفلسطينية سمر حزبون، قدرةً على التعامل مع مفردات الصورة باتجاه الابتكار؛ ابتكار صورة مركّبة محمّلة بفلسفة عميقة، تبثّ رسائل إنسانية تعكس مفردات الحياة وصخبها، والعاطفة الثرية، والخيال غير المحدود. يشتمل معرض حزبون المقام على جاليري رؤى للفنون بعمّان، على ثلاثين صورة من القطع المتوسط، واللافت فيه طغيان مفردات الحبوب التي تحيل إلى الأرض، أرض فلسطين بشكل محدد، إذ تحيط حبوب القمح بالعين فتستحيل الدموع المنهمرة إلى صمودٍ وحلمٍ بالتحرير، وتتغلغل بذور اللوز بين أصابع قدم الفلاحة في إشارة إلى ثبات الإنسان فوق أرضه، وتماهيه مع مفرداتها، رغم ممارسات المحتل. تميل صور حزبون إلى اللقطة المقتنصة من قرب، مبرزةً التفاصيل الدقيقة لمحتوى الصورة، وهو أسلوب يوحي بالضيق والاختناق، حيث تغيب الخلفية تماماً ولا يُسمح برؤية عناصر متفرقة تشتت النظر في غير اتجاه. ليس أمام المتلقي إلا أن يرى بغير كثيرٍ من التمعن مفردةً واحدة في الصورة، وعليه أن يؤولها من بعد كما يشاء. هذه التقنية تُبرز التوترَ الدرامي في الصورة، وذلك من خلال اعتمادها على عنصرَي الإخفاء والمواربة اللذين يحملان قدراً من المعلومات تُستدعى عبر تجربة المتلقي وخبرته وقدرته على قراءة الرموز المبثوثة في الصورة، بعد فكّ شيفرتها. لعل هذه الرغبة في تحميل الصورة أبعاداً سردية، هي ما دفعت الفنانة إلى الابتعاد عن تصوير أي شيء ثابت، والتركيز على تصوير المتحرك؛ وهو هنا التفاصيل البشرية، كالكف والرأس والقدم.. وغالباً ما تعود هذه التفاصيل إلى جسد أنثى ترتدي اللباس التراثي أو التقليدي، كالخمار والمعصم والإسوارة والعرجة.. تتجلى في هذا المعرض الشخصي الثاني لحزبون، والذي عنونته بـ"امتلاك الخيال"، القدرة على تسجيل لقطات تم تحضيرها مسبقاً كبروفات من قِبل الفنانة، غير أنها تبدو بسيطة وعفوية، خصوصاً تلك الصور بالأبيض والأسود اللذين يحيلان إلى متضادَّين منسجمَين ومتشابكَين، تبرز جمالياتهما الخاصة من خلال زاوية مدروسة للضوء وانعكاساته. وُلدت حزبون في بيت لحم الفلسطينية في العام 1985، وهي تعيش وتعمل في براغ – التشيك، وتتعاون مع مجلة (SKIN) التي تصدر في عمّان. |
|
|||||||||||||