العدد 39 - اقليمي
 

السّجل - خاص

شُيِّع بمدينة رام الله امس الأربعاء، جثمان الشاعر الفلسطيني محمود درويش، في جنازة مهيبة، وبحضور رسمي وشعبي كثيف يعكس المكانة الرمزية الكبيرة التي يمثلها الراحل الكبير.

كان جثمان درويش وصل إلى باحة المقاطعة برام الله على متن مروحية عسكرية ترافقها أخرى تقل أعضاء الوفد الفلسطيني، الذي كان في استقبال جثمانه في مطار ماركا العسكري بعمّان، بعد أن أقلّته طائرة خاصة من الولايات المتحدة.

بقي جثمان درويش في مطار ماركا مدة ساعة ونصف ساعة تسنى خلالها للمسؤولين والمثقفين والإعلاميين الأردنيين إلقاء نظرة عليه قبل نقله إلى رام الله.

شارك في مراسم استقبال ووداع جثمان الشاعر مسؤولون فلسطينيون وممثلو وقادة القوى الفلسطينية، إضافة إلى ذويه وعلى رأسهم والدته الحاجة حورية. وألقى الرئيس محمود عباس، وذوو الفقيد، والشاعر سميح القاسم، كلمات وداعية للفقيد، تلا ذلك إقامة صلاة الجنازة عليه في مقر الرئاسة.

اشتمل برنامج الوداع، للشاعر العضو السابق في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، على وضع جثمانه فوق مركبة عسكرية، ونقله إلى قصر الثقافة قبل أن يوارى الثرى، وتطلق 21 طلقة في وداعه.

وُلد درويش، الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات، في العام 1941، في قرية البروة الواقعة شرقي عكا، وفي العام 1948 لجأ إلى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عاماً واحداً، عاد بعدها متسللاً إلى فلسطين، وبقي في قرية دير الأسد في الجليل لفترة قصيرة، استقر بعدها في قرية الجديدة شمالي غرب البروة.

أكمل محمود تعليمه الابتدائي في قرية «دير الأسد»، وتقع في الجليل الأعلى، متخفياً، فقد كان يخشى أن يتعرض للنفي من جديد إذا كشف الاسرائيليون أمر تسلله، وعاش تلك الفترة بلا جنسية، أما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف.

انضم إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وبعد إنهائه تعليمه الثانوي، ملأ حياته بكتابة القصائد والمقالات ونشرها في الصحف والمجلات، كـ"الاتحاد"، و"الجديد" التي أصبح في ما بعد مشرفاً على تحريرها، ، كما شارك في تحرير صحيفة "الفجر".

طورد درويش كثيراً واُعتقل خمس مرات، وفُرضت عليه الإقامة الجبرية غير مرة. وفي العام 1972 نزح إلى مصر، وانتقل بعدها إلى لبنان، حيث عمل في مركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير، وتولى رئاسة تحرير مجلة "شؤون فلسطينية"، واختير في عضوية اللجنة التنفيذية للمنظمة، قبل أن يستقيل منها احتجاجاً على اتفاق أوسلو.

شغل درويش منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، ورأس تحرير مجلة "الكرمل" منذ مطلع الثمانينيات، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه، ودخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه.

نال درويش الذي عاش سنواته الأخيرة متنقلاً بين مقرّي إقامته (رام الله وعمّان) عدداً من الجوائز، منها: جائزة لوتس (1969)، جائزة البحر المتوسط (1980)، درع الثورة الفلسطينية (1981)، لوحة أوروبا للشعر (1981)، جائزة ابن سينا (1982)، جائزة لينين (1983). وترجمت قصائدة إلى 22 لغة حية.

تشييع مهيب لدرويش في عمّان ورام الله
 
14-Aug-2008
 
العدد 39