العدد 6 - كاتب / قارئ | ||||||||||||||
تحية، وبعد: سعدنا كثيراً بصدور صحيفتكم الغراء التي رفعت سقف الحرية، وخاطبت جمهوراً نخبوياً مثقفاً، بما في هذا الانحياز من رهان على وجود مثل هذا الجمهور في الأصل. ولكن، وبما لا يقلل من شأن الصحيفة ونخبويتها، أطرح موضوعاً، ربما للنقاش فحسب، وهو النخبوية العالية للصحيفة. تصلني الصحيفة صباح الخميس، وأحتاج إلى يومين على أقل تقدير من أجل قراءة محتوياتها، وما تشتمل عليه من تحليلات وآراء: الشأن المحلي غني سياسياً واقتصادياً، وأحياناً اجتماعياً، أما الشأن العربي والدولي فينقصه بعض الاهتمام. إذا كان القارئ يحتاج إلى كل هذا الوقت من أجل قراءة صحيفة، فبرأيي، أنها لن تنجح في اجتذاب عدد كبير من القراء! إنها معادلة بسيطة؛ الوقت في مقابل الحياة. أدوات المعرفة أصبحت في متناول الجميع، وسهلة التداول، فالإنترنت وما يشتمل عليه من محركات بحث عملاقة سهّل للجميع تدفق المعلومات، فلماذا الإصرار على إصدار صحيفة بأربعين صفحة متخمة بالتحليلات والمواد الجادة بتميّز؟! أرى أن الصحيفة ينبغي عليها أن تراجع قرارها بخصوص عدد صفحاتها، وبخصوص تبويبها الذي لا يحفل بجمهور عريض، يطلب المعلومة البسيطة، وأحياناً الخبر الطريف والمسلي بعيداً عن تعقيدات الحياة ودموية العالم. أنا لا أطالب بأن تتحول الصحيفة إلى مجرد أسبوعية تضاف إلى غيرها من الأسبوعيات الأردنية التي لا تحفل بالموضوعية ولا بالمصداقية، حتى ولا تحترم القارئ وعقله وأخلاقه. ولكنني أدعو إلى التخفف من النظرة الجادة بتطرف إلى رسالة الصحيفة، والتي ينبغي عليها مخاطبة الجميع بسائر طبقاتهم الاجتماعية، وتنويعاتهم الثقافية. وينبغي لنا في هذا الإطار أن ننظر إلى العديد من التجارب العالمية في مجال الصحافة، فهناك صحف وضعت بصماتها بقوة في الحقل الإعلامي، مثل (نيويورك تايمز، التايمز اللندنية، هيرالد تريبيون، الغارديان، الأوبزيرفر، وغيرها الكثير)، ومع ذلك فإنها لم تهمل القراء الذين يريدون معرفة الأمور البسيطة؛ أسطوانات الأغاني الجديدة، أفلام الأطفال الرائجة، كتب الطبخ، طبخة اليوم، صفحات التسالي، والعديد من الموضوعات التي تجتذب جمهوراً إضافياً. سمير واصف |
|
|||||||||||||