العدد 6 - كاتب / قارئ | ||||||||||||||
نبارك لكم صدور جريدتكم الغراء “السِّجل” التي تطلعنا طويلاً لمثلها في الساحة الأردنية. فهي بحق صحيفة وجدت لكي تقرأ، خصوصاً مع التحليلات العديدة والمتعمقة التي تنشرها حول الوضع المحلي. لست في صدد نقد صحيفتكم التي خرجت عن مألوف الصحف الأسبوعية، واختطت لنفسها منهجاً جديداً في هذا المجال، ولكن لدي عدد من الملاحظات التي أرجو أن تتسع صدوركم لسماعها: أولاً: عندما علمنا أن كوكبة من الأشخاص يريدون نشر صحيفة مستقلة، وبالنظر إلى الأسماء المؤسسة، اعتقدنا بأننا سنكون أمام صحيفة لا تخضع لأي مساومة حول سقف الحرية الذي تنتهجه، خصوصاً بالنظر إلى بعض الأسماء المشرفة على الصحيفة. ولكن توقعاتنا انخفضت كثيراً مع صدور أول الأعداد، إذ ما تزال تنتهج مبدأ “الغمغمة” و”التسويف” وهي تقترب من الخطوط التي سكتنا عنها طويلاً. فما تزال تتعامل مع تلك المعطيات على الساحة بعقلية الصحيفة المتحفظة. ثانياً: تبدو الصفحات كما لو أنها تدخل على بعضها بعضاً في كثير من الأحيان. فرغم وجود تبويب واضح لتلك الصفحات، إلا أننا نجد أحياناً أن الإقليمي قفز إلى المحلي، أو العكس، وقسّ على ذلك. ثالثاً: عدد صفحات الإقليمي لا يتناسب مع صحيفتكم ذات الطروحات الشاملة، فالصفحات القليلة التي خصصتموها للشأن العربي جاءت كما لو أنها من أجل ذرّ الرماد في العيون، فهي لا تكاد تغطي شيئاً من مجمل الحدث العربي، إنما تختصره غالباً في الشأن الفلسطيني، وعلى أهمية هذا الشأن إلا أنه لا يمكن أن يختصر المشهد العربي بأكمله؛ فهناك أزمة بين النظام والإخوان المسلمين في مصر.وهناك احتلال أثيوبي في الصومال، مع حلف أميركي يدعم المحتل بشكل كامل. وهناك الشأن العراقي الذي يقتصر على بعده الأردني، فما يمارسه الاحتلال لا يمكن أن يسجل ضمن مادة محلية تقتصر على إحصاء العراقيين في الأردن. أضف إلى ذلك فالأزمة اللبنانية تحتاج إلى قراءة متعمقة لأسبابها، والتجاذبات الإقليمية التي تتحكم في الداخل اللبناني، ليغدو لبنان ساحة صراع دولية مفتوحة، خصوصاً مع إطلاق مصطلحات “الشرق الأوسط الجديد”، ليعبر، ربما، عن الاختراق الإسرائيلي لكل ما هو عربي. وتغيب كذلك المعضلة الإسرائيلية كمعضلة وجود بديل لشعب له أحقية الوجود فوق الأرض. ولا أنطلق من رؤية رومانسية في تحديد هذا الأمر، وإنما من أجل تسمية الأمور بأسمائها الحقيقية، فنحن نعرف بأن إسرائيل الآن أمر واقع، وينبغي أن نتعامل معها بواقعية، ولكن ليس من باب تغييب التاريخ، ولا من منطلق إخفاء يدها في القلاقل الكثيرة التي تدور في العالم العربي. وهناك العديد من الأمور التي تطرح نفسها بقوة على الساحة العربية، كمشكلة وجود التطرف في الجزائر وتونس والمغرب. المشاكل العديدة التي يعاني منها السودان، وعدم وجود إرادة دولية حقيقية في مساعدته وإخراجه من أزمته، بل على العكس، فهناك أيدٍ غير خفية تعمل دائماً على تأجيج الصراعات العرقية والطائفية داخل الكيان السوداني. ولا شك أن قضية التجنيس في البحرين هي قضية مهمة جدا، بالنظر إلى أن من أقر هذا الأمر أراد أن يحدث توازناً (غير طبيعي) بين السنة والشيعة في البلاد، فجميع المجنسين هم من السنة، والمتضررين هم من الشيعة. رابعاً: الصفحات الثقافية تطرح نفسها في كثير من موضوعاتها على أنها خارجة عن السياق المحلي، وأيضاً عن السياق العربي، كما أن عدد صفحاتها كبير نسبياً حين الحديث عن أمور عامة لا دخل لنا بها. نتمنى أن نرى على هذه الصفحات مقالات لكتاب أردنيين يعبرون عن هواجس المثقف المحلي وهمومه، وليس مجرد “تهويمات” غير مرتبطة بأساس. غالب السيلاوي |
|
|||||||||||||