العدد 37 - ثقافي | ||||||||||||||
تأليف: طه الفرنواني الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب 2008 يكشف الكتاب عبر الوثائق والمستندات التطرف الصهيوني ضد الأمة العربية واستمراره في التعنت والتسويف لإجهاض كل المحاولات التي تجرى لتحقيق السلام الدائم في المنطقة، وإنهاء الاحتلال للأراضي العربية والقدس. ويشرح السفير طه الفرنواني إن التواجد الصهيوني على الأرض العربية سبقه قيام بريطانيا على الفور بالانسحاب من فلسطين في 15 أيار/مايو 1948، بالرغم من أن المدة المحددة لإنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وفقًا لقرارات الأمم المتحدة كانت تمتد حتى تشرين الأول/أكتوبر 1948، وفي تلك الأثناء قامت العصابات الصهيونية بارتكاب المذابح بقيادة «بن غوريون، بيغين، شامير» وغيرهم، كما قامت العصابات الصهيونية بأهم مذبحة لتحقيق أهدافها وهى مذبحة دير ياسين - من ضواحي القدس- في 9 أبريل/نيسان 1948. موقف الدول العربية لمواجهة المذابح تمثل في اجتماع رؤساء الحكومات العربية في القاهرة، حيث انقسمت الآراء إلى اتجاه تبنته مصر والسعودية، يرى عدم إقحام القوات النظامية العربية والاكتفاء بإمداد المجاهدين الفلسطينيين بالسلاح وتدعيمهم بالمتطوعين العرب، واتجاه آخر تبناه الأردن، ويرى ضرورة إقحام القوات النظامية العربية في الصراع«، وانتهى اجتماع رؤساء الحكومات العربية بالموافقة على عدم إرسال القوات النظامية إلى فلسطين. ولكن اتضح للدول العربية، بعد ذلك، عدم قدرة المتطوعين العرب والفلسطينيين على مواجهة العصابات الصهيونية ومؤيديها، لعدم توافر الإمكانيات الخاصة بالأسلحة والذخائر، ولعدم وجود قيادة موحدة لها مخططات احترافية، وقامت الدول العربية بإخطار الأمين العام للأمم المتحدة والدول الأجنبية بقرارها التدخل في فلسطين حيث إن العدوان الصهيوني في فلسطين قد أرغم السكان العرب على مغادرة ديارهم، وأقام المذابح ضد الشعب العربي الأعزل في فلسطين. ويرصد المؤلف مرحلة جديدة من سياسة التطرف الصهيوني ضد الأمة العربية والإسلامية، بدأت بعد تولي بن غوريون الصهيوني المتطرف وزارة الدفاع الإسرائيلي في 17 شباط/فبراير 1955، فقد كان لدى هذا الرجل قناعة أن استتباب السلام في المنطقة وعلى خطوط هدنة 1949 سوف يؤدي إلى إضعاف حماس اليهود في مختلف دول العالم للهجرة لإسرائيل أو لتأييدها ودعمها بالمال والرجال. فضلا عن أن «بن غوريون» يرى أن تحقيق التطرف الصهيوني، وحصوله على تأييد يهود أميركا وأوروبا يقتضي استمرار إيجاد معارك مع الدول العربية والفلسطينيين بحيث يستطيع إيهام يهود وصهاينة العالم بوجود خطر دائم على إسرائيل. غير أن المواجهة مع التطرف الصهيوني، كما يرى المؤلف، لم تتوقف عند الشأن المصري المباشر، حيث انفتحت ساحة المواجهة غير المباشرة عبر ميادين أخرى لا تقل خطورة وأهمية، وبعد إعلان قيام دولة إسرائيل في العام 1948 كان العدوان الثلاثي على مصر 1956، بدعم أميركي وغربي في ظل انشغال مصر بمشاكلها الداخلية والخارجية والعربية لتبدأ إسرائيل توطيد علاقاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والعمالية مع الدول الإفريقية قبل استقلالها، فعملت على تدعيم التبادل التجاري معها، وأقامت المطارات والموانئ، وأنشأت الشركات البحرية المشتركة، وحاولت تدعيم الارتباط بالتنظيمات الشعبية والعمالية مع تبادل الزيارات للمسؤولين بهذه الدول مع إسرائيل استقطابًا لهم وتأييدًا لسياستها. تعتبر حرب 1967 نقطة فاصلة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.وقد تحقق للتطرف الصهيوني في أواخر 1966 المجال لاختبار مدى إمكانية تحقيق مخططه العدواني على الدول العربية. لذلك صعدت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد سورية ثم ضد الأردن، ولم تستطع القوة العسكرية العربية الممثلة في مجلس الدفاع العربي في اجتماعها بالقاهرة في آذار/مارس1967 أن تتخذ أي إجراء عملي لدعم سورية والأردن في مواجهة الاعتداءات الصهيونية، ما أعطى للتطرف الإسرائيلي ضوءًا أخضر لمزيد من الاعتداءات على الدول العربية. ينتقل المؤلف إلى هزيمة التطرف الصهيوني العام 1973، عندما استطاعت مصر وسورية والأمة العربية أن تفرض على التطرف الصهيوني معارك التحرير في 6 أكتوبر 1973 وتوجه له ضربة قاضية، فأصدر مجلس الأمن الدولي قراره 338 في 22 تشرين الأول/أكتوبر 1973 بوقف إطلاق النار. |
|
|||||||||||||