العدد 37 - ثقافي | ||||||||||||||
يثير الكاتب د. رفيق الصبان الناقد المسرحي والسينمائي جملة قضايا في كتابه منها، إن السينما المصرية صنعت مجدها عندما اكتشفت نفسها وأخذت حكاياتها من روايات وقصص نجيب محفوظ، وإحسان عبد القدوس، ويوسف السباعي، ويحيى حقي، ويوسف إدريس. في حين تتخذ السينما موقفا نابذا من قصَّاصينا الشبَّان، الذي يبدو أنَّ السينما المصرية ما زالت مصرَّةً على تجاهلهم رغم الثراء الكبير الذي تمتاز به قصصهم، ورغم الطابع الدرامي الحاد الذي يميِّز بعضها. موضوع آخر يلفت اليه الكاتب هو عندما تجيِّشُ السينما المصرية عدداً كبيراً من أفلامها فنرى فيها (البطل) وقد أصابه اليأس والإحباط من عدم تحقيق العدالة، فيضَّطر لأن يختار طريقاً فردياً للانتقام، فيقرُّ فيها سفك الدماء،فيقتل خصومه غير مبالٍ بما سيحصل له، ما دام قد «استردَّ كرامته الجريحة وحقَّه المهضوم». وكأنَّ السينمائيين المصريين يعلنون عن يأسهم الكامل من وجود عدالة في بلدهم،. ويذكر د. رفيق الصبان عدداً من هذه الأفلام: التخشيبة، والبرئ، وكتيبة الإعدام لعاطف الطيب. وعدم كفاية الأدلة لأشرف فهمي، وأيام الغضب لمنير راضي. يشير د. الصبان إلى فيلم (الصمت) لأنغمار برغمان الفيلم القنبلة الذي فجَّر موضوع الجنس؛ ، حيث لم يكن يجرؤ أحد على طرحه بهذه المباشرة، إذ استطاع «برغمان» بهذا الفيلم أن يفتح أمامنا أبواب جهنَّم والجنَّة معاً، ويتركنا أمام مسؤولياتنا: كيف نقدِّم الجنس في السينما؟ وإلى أي حدٍّ يمكن أن نصل به؟ وأين يمكن أن نتوقَّف؟ وما هو الفاصل الدقيق، والمعيار الذي يجعلنا نميِّز بين فيلم «بورنوغرافي» رخيص ومشهدٍ جنسيٍ فني له قيمته الدرامية والجمالية ، ولا يخجلُ فنانٌ سينمائي كبير مثل أنغمار برغمان من وضع اسمه عليه؟. المخرجون الشبان الجدد يحاولون كسر القيود التي صنعها المخرجون الذين سبقوهم، في التعبير بطريقتهم الخاصة عن هذا الموضوع الذي أصبح سمةً من سمات العصر ، ولكنَّهم حيثما تحرَّكوا،صادفوا قيودا وموانع من المجتمع الذي يتهمهم بالانحلال وإفساد الجيل، وموانع من داخل أنفسهم تدفعهم للتساؤل عن جدوى كلِّ هذا العناء وفي سبيل ماذا. |
|
|||||||||||||