العدد 37 - احتباس حراري
 

قال معماريون إن التغير المناخي سيؤثر على طريقة عملهم وتصميمهم للأبنية، وخصوصا مع a ما يسمى بالأبنية الصديقة للبيئة.

ويعود الفضل في انتشار هذه الظاهرة إلى مركز التكنولوجيا الخضراء الذي قرر أن يبني مقره الرئيسي فوق مكب نفايات غير شرعي بولاية شيكاغو ليكون رمزاً للتغيير.

ويقوم هذا المركز حاليا بتنفيذ نحو 400 برنامج بيئي للسكان، ولأصحاب الأعمال والمقاولين. وقد نال المركز أعلى تصنيف من مجلس الأبنية الخضراء باعتباره أول مشروع تأهيلي لبلدية ما. وقد أصبحت شيكاغو بفضل المركز، زعيمة وطنية في ترويج الأبنية الخضراء.

ولا تعتبر الأبنية الخضراء مجرد بناء مصنوع من مواد أعيد تدويرها، بل هي مبان شديدة الفعالية في توفير الماء والطاقة، كما أنها تعد من أكثر الأماكن أمنا من الناحية الصحية للبشر للسكن وللعمل.

وتقول سوزان مكينا، المتحدثة باسم المركز، إن الأبنية الخضراء لا تستهلك الطاقة مثل الأبنية الأخرى، حيث أنها توفر طاقة بنسبة الثلث. وقد أتاح تخفيض استهلاك الطاقة، للمدينة فرصة لأن تخفض فاتورة الكهرباء، وتعمل، بصورة غير مباشرة، على معالجة أولويتها البيئية الرئيسية، وهي التخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري.

وقالت مكينا إن المدينة استخدمت أفضل الممارسات والتكنولوجيا الجديدة من أجل الترويج للأبنية الخضراء. وتعتبر شيكاغو أول مدينة في الولايات المتحدة تزرع حدائق على أسطح الأبنية، وهي طريقة تساهم في توفير الطاقة، كما تساعد على توفير مياه المطر، وتساهم في تقليل الارتفاع غير الطبيعي في درجات الحرارة في مراكز المدن المزدحمة بالسكان.

كما تستخدم هذه الأبنية لما يعرف بالمضخة الحرارية الأرضية. وكانت تلك المضخة قد أثارت جدلاً كبيراً، إذ اعتقد الناس أن وجود مثل هذه المضخة ضرب من الجنون، أما اليوم فالعديد من الأبنية تستخدمها.

ولأن بعض التكنولوجيات تتعطل في النهاية، فإن المركز عمد إلى إثبات فعاليتها قبل جعلها في متناول البنائين أو أصحاب المنازل.

وتروج شيكاغو الأبنية الخضراء عن طريق الجوائز ومباريات التصاميم والمعارض. كما أنها تقوم بتسريع عملية إصدار التراخيص لكل من يريد أن يقيم مبنى أخضر، كما أنها تمنح سلسلة من الإرشادات لأصحاب منازل في حال أراد المرء تجديد أو تغيير منزله.

ونجحت شيكاغو في حملتها الترويجية إلى حد أنها أصبحت المدينة الثالثة التي تبني مثل هذه الأبنية في كل من بورتلاند وأوريغون وسياتل.

كما أقام المركز في تشرين الثاني من العام الماضي، شراكة مع مؤسسة كلينتون، ما أتاح إجراء عملية إصلاح خضراء لمساكن خاصة، ولصيانة معلمين بارزين في شيكاغو هما برج سيرز والسوق التجارية، وهما أعلى بنايتين في البلاد وتعد هذه أكبر مغامرة لمواجهة تحديات بيئية؛ مثل الشوارع المزدحمة بالسيارات، والبنية التحتية لتصريف المياه والشواطىء الملوثة بالبكتيريا.

ويعتزم المركز مواصلة إقناع الرأي العام بمنافع وفوائد الأبنية الخضراء من حيث التكلفة على المدى الطويل.

تأثيرات التغير المناخي تأخذ فن العمارة في اتجاه جديد
 
31-Jul-2008
 
العدد 37