العدد 37 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
منذ توقيع أوسلو زاد التباس التسميات المستخدمة شعبياً للإشارة إلى فلسطين أو الأراضي الفلسطينية. صحيح أنه قبل ذلك كانت التسميات متعددة لكنها كانت أقل التباساً، وكان أصحاب كل موقف يستعملون التسمية التي تناسبهم، وكان ذلك يتم بتفهم واستيعاب أصحاب التسميات الأخرى المستندة الى مواقف أخرى، على المستويين الرسمي والشعبي. «فلسطين» كانت التسمية الأكثر انتشاراً، وكنا نجد أحياناً من يجزئها فيقول: «أراضى الـ 48» أو «أراضي الـ67». وهناك من يقول «الأرض المحتلة» عموماً وعليك آنذاك أن تبحث في نواياه إن كان يقصد كل فلسطين أم الضفة والقطاع فقط. كنت تجد مواطناً عادياً يقول: «نزلت على الأرض المحتلة»، فيسأله آخر: «هل دخلت منطقة الـ48؟ فيرد: «كلا لم أدخل مناطق اليهود» هذه المرة، وفي حالات أخرى قد يقول: «لم أدخل إسرائيل». إسرائيل من جهتها كانت تشير إلى الضفة والقطاع بتسمية «المناطق» وفي فترات كان تستخدم تسمية «منطقة الإدارة المدنية» أو «المناطق المدارة» وأحياناً «يهودا والسامرة»، وذلك كي تستبعد كلمة «احتلال». بعد أوسلو وقيام السلطة زادت التسميات غموضاً وتعداداً، فقد أصرت إسرائيل أن لا تسمي ما تقوم به «انسحاباً» بل «إعادة انتشار» وكان إسحاق رابين يحرص على التذكير في كل مناسبة: redeployment not withdrawal أي «إعادة انتشار وليس انسحاباً». بعد ذلك تنوعت التسميات أكثر، ومن أشهرها تسمية «أراضي السلطة» وإذا كنت راضياً عن تلك السلطة كنت تقول: «أراضي السلطة الوطنية» واشتهرت أيضاً تسمية «منطقة الحكم الذاتي» وإذا كنت غاضباً تقول «أراضي الحكم الذاتي المحدود» وقد تكون غاضباً أكثر فتقول: «عند سلطة عرفات» وإذا بلغ بك الغضب حداً أعلى قد تقول: «عرفات وجماعته» وهكذا حسب مستويات الغضب. في السنوات الأخيرة وبعد وفاة عرفات التبست التسميات أكثر، فتجد الآن من يقول: «نزلت جُوّة» أو «نزلت تحت»، وإذا قال «مناطق السلطة» فسوف يحرص على التأكيد أنها «لا سلطة ولا يحزنون». |
|
|||||||||||||