العدد 36 - ثقافي
 

السّجل- خاص

صدر العدد الثاني والعشرون من مجلة الرأي الآخر التي تصدر عن دار الإعلام العربي-لندن يحمل غلافها عنوان ملفها الرئيسي "مصر تتمخض.. فمتى الولادة؟".

وقد تناول هذا الملف عددا من الشؤون المصرية سياسيا واقتصاديا وأمنيا مسلطا الضوء على الأزمة الخانقة التي يعيشها المواطن المصري مع لقمة العيش، ومع حرية التعبير والإحساس بالأمن والكرامة. ضم العدد مقالات تحليلية مطولة لكل من جلال أمين، أحمد بهاء الدين، محمد سعيد إدريس، عبد الغفار شكر، وجمال واكيم، كما احتوى على مقابلة مع الباحث والمفكر اليساري أشرف بيومي أجرتها معه رولا عبدالله الأحمد في دمشق.

وقد توصل الملف إلى نتائج من أهمها أن مصر مقبلة على تغيير قد يكون فيه دور للإدارة الأميركية، وأن ما مارسته الدولة على مدى أكثر من خمسة عقود من تغييب للحريات، وتحالف مع التيار الإسلامي، وتغيب لحقوق المواطن الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، في ظل ضعف واضح للحركة السياسية التقدمية بشكل عام، واليسارية بشكل خاص يرجح أن التغيير المنتظر سيصب في مصلحة الإخوان المسلمين، والمؤسسة العسكرية، ما يفتح الاحتمالات على حالة من الفوضى التي قد تشجع تدخلات إقليمية ودولية، لم ير أي من المشاركين في الملف أنها تبشر بالخير لمصر.

جاء هذا العدد من المجلة التي تعنى بتقديم قراءات فكرية واستراتيجية متزامنا مع الذكرى الستين للنكبة في فلسطين، فاحتوى على محور ودراستين تتعلقان بالقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى تقرير استراتيجي حول اليسناريوهات المحتملة للحرب على غزة للتخلص من مشكلة الصواريخ التي أصبحت ظاهرة مقلقة لإسرائيل.

وعرّج العدد في تغطية خاصة، على التجاذبات السياسية في اليمن بين النظام والمعارضة في ضوء الاستحقاق الانتخابي الرئاسي والتشريعي 2009 حيث" يسعى كلا الفريقين لإحداث تغيير في قانون الانتخابات قبل إجرائها بحيث تصب نتائجها، على نحو مضمون، في مصلحته".

كما اشتمل العدد على دراستين فكريتين: الأولى تحت عنوان "النجمة السداسية" للباحث مناف غرايبة الذي يتتبع ظهور رمز النجمة السداسية منذ 4 آلاف سنة ق م ،باحثا عن عناصر تربطها بحضارات قديمة مختلفة وبعلم الكيمياء وعلوم ما وراء الطبيعة، وصولا إلى العصور الحديثة حيث "اتخذتها دول وجيوش رمزا يوضع على أعلامها" وانتهاءبـ"اعتمادها من قبل الحركة الصهيونية شعارا لها تحت مسمى نجمة داوود".

أما الدراسة الثانية فقد جاءت تحت عنوان " ما يشبه الفوضوية في الليبرالية والماركسية" وقد أعد هذه الدراسة عبد الآله بلقيز الذي يقارن فيه بين الماركسية والليبرالية في نظرتهما إلى الدولة، فيرى أن" الليبرالية قد حققت انتصارات حاسمة ضد الدولة لصالح الفرد والمجتمع" بينما "اكتفت الماركسية بتحطيم الدولة نظريا والتعايش معها كأمر واقع". ويخلص بلقيز إلى أن أيا من الماركسية والليبرالية لم تمتلك "نظرية دولة أصلا" وأنه يميل إلى أنهما "اهتمتا بالمجتمع أساسا- بالفرد في الحالة الليبرالية، وبالطبقات في الحالة الماركسية. أما الدولة، فما نظر إليها إلا في علاقتها بالفرد أو الطبقة".

بصدور عددها الثاني والعشرين تتوج "الرأي الآخر" جهودا جادة لعدد من الباحثين والمفكرين على مدى 22 شهرا لتقديم إضافة لمكتبة الدوريات العربية، تمكن القارئ العربي من الحصول على مصدر يتمتع بالاحترام من مصادر المعرفة التي تتمتع بالرصانة، والتنوع الفكري.

يدير الرأي الآخر سهيل القسيس، ويرأس تحريرها سعد محيو، ويدير التحرير أمين قمورية، وتتشكل هيئة تحريرها من عدد من الكتاب والباحثين من مختلف الدول العربية.

عدد جديد من “الرأي الآخر”
 
24-Jul-2008
 
العدد 36