العدد 36 - ثقافي | ||||||||||||||
سمر دودين مع إطلالة القرن الحادي والعشرين، أخذت ملامح ثقافة جديدة في التشكل؛ جماعات شبابية مستقلة بدأت تتشكل مقدمة ألواناً فنية وثقافية تتجاوز في شكلها ومضمونها الأشكال الثقافية، والفنية السائدة. بعض هذه الجماعات يعتمد على التمويل الأجنبي، وبعضها الآخر يعتمد على آليات تمويل يقدمها القطاع الخاص، لكنها جميعاً تتميز بأنها قدمت صورة مختلفة عن صورة المثقف المعارض، أو "المناضل"، وكذلك عن صورة المثقف المترزق من الدولة. هذه الجماعات ليست نتاج نشاط منظمات المجتمع المدني، ولا هي نتاج مؤسسات شبابية وثقافية رسمية، بل نهضت بمبادرات فردية لشبان يحملون مشاريع متنوعة تصب في تحدي منظومة القيم السائدة الكاتمة للتعبير الجسدي والصوتي والفكري، وتهدف ضمن ما تهدف إليه، إلى كسر التابوهات الاجتماعية، والانطلاق نحو خطاب الفرد مقابل خطاب إيديولوجي قد يحمل سمات فاشية أو بوليسية، في ما يبدو أنه ظاهرة تراجع ثقافي تعاني منها أنحاء مختلفة من العالم!. ليست مصادفة أن هذه الظواهر الثقافية الفنية تزامنت مع تحولات جذرية شهدها المجتمع المحلي خلال السنوات الماضية على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، ما جعل كثيرين ينظرون إليها بوصفها ثقافة بديلة لما هو سائد في الساحة المحلية. كما أنها جاءت نتاجاً لعملية التطور الكبير الذي شهدته العاصمة تحديداً، من حيث الزيادة السكانية والتنوع الثقافي الذي رافق هذه الزيادة. ونتاجاً لثورة الاتصالات التي عصفت بالعالم في العقدين الأخيرين، فاتحة آفاقاً جديدة على ثقافات العالم وفنونه المختلفة، وآفاقاً أخرى في مجالات العمل الثقافي والفني. يتميز المثقفون العاملون في إطار الثقافة الجديدة هذه بأنهم أصحاب مبادرات فنية وثقافية مغايرة لما هو سائد، حتى عندما يتعلق الأمر بالبرامج الثقافية التي يتبنونها، أو بالفضاءات التي يقتحمونها، أو الأمكنة التي يختارونها، فهم يهدفون إلى خلخلة طرائق التعبير الفني والثقافي التقليدية، وإلى شق دروب جديدة تعكس رؤية الفرد لواقع دائب التحول على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. من خلال مبادراتهم يهدف هؤلاء الشبان إلى تكوين فضاء حميم وصادق، يتجاوز الفضاء الرسمي التقليدي الذي لا يكف عن إعادة إنتاج الأنماط الفكرية السائدة، ويتحدي بيئة مقاومة للتغيير معادية للتعبير الحر، فضاء تصب فيه جداول التنوع الثقافي في المدينة التي تحتضن حكايات وتطرح أسئلة لكنها لا تتسرع في تقديم إجابة عاجلة. ** مراكز الثقافة البديلة لدارة الفنون لخالد و سهى شومان فضل الأسبقية في إعادة تأهيل المساحات المبنية القديمة وتكوين فراغات حضارية تحتضن الإبداع و التعبير، لكن الدارة لم تعد المكان الوحيد، فهنالك العديد من مراكز الفعل الثقافي البديل في عمان أبرزها: - مسرح البلد لرائد عصفور . - مكان لعلى الخالدي. - مقهى جفرا. - بوكس@كافيه لمدين الجزيرة. - أورانج رد للمى حزبون وسوسن حبيب. - محترف الرمال. - الأندى لمجدولين الغزاوي. - الأورفلي. - رؤى للمى الحوراني. - قهوةCups & Kilos لديالى فاخوري وسهى صنوبر. - ديوان الدوق لممدوح البشارات. كما ظهرت مؤسسات و مبادرات ثقافية تحمل مشاريع تنويرية موجهة للاطفال والشباب وتكسر معادلة العمل الفني التقليدي أهمها: - مهرجان الرقص الحديث الذي تقوده دينا أبو حمدان. - مهرجان كرافان للسينما البديلة الذي تقوده سوسن دروزه. - مهرجان حكايا الذي يقوده رائد عصفور و سيرين حليلة. - تكوين فضاءات تنوير وابداع الذي تقوده سمر دودين. - مهرجان أيام عمان المسرحية الذي يقيمه مسرح الفوانيس بقيادة نادر عمران. - مهرجان المسرح الحر بقيادة غنام غنام. - مبادرة للانتاج المستقل للأفلام Arabia.com لنادين طوقان. وظهرت فرق موسيقية تحمل رؤى بديلة وسعت حدود مكانة الموسيقى الأردنية على الساحة الفنية وأهمها: - موسيقى "رم" لطارق الناصر. - مكادي نحاس و فرقتها الموسيقية و تناول التراث من منطلق الحداثة. - نوازن لإليا خوري و قراءة جديدة في موسيقى الشرق. - إشارات الزعتر ليعقوب أبو غوش جاز شرقي. - يزن الروسان ويوميات موسيقى شاب عماني. |
|
|||||||||||||