العدد 36 - أردني
 

خليل الخطيب

من الجوانب الحضارية الثقافية التي تنبه لضرورة وجودها الأردنيون؛ المتاحف، فقد

تأسس أول متحف أردني"متحف الآثار الأردني" عام 1951، وكانت الرؤية التي حكمت هذه النشأة تتلخص في"جمع القطع من كافة أنحاء المملكة وعرضها في مكان واحد بهدف تعريف المواطن بالتاريخ العريق لبلده، وتعريف الزائرين من أبناء الشعوب الأخرى بالتاريخ الحضاري للبلد وللمنطقة." بحسب قمر فاخوري مديرة المتاحف والمختبرات في دائرة الآثار.

لكن فاخوري تستدرك أن كثافة الاكتشافات الأثرية وتعدد أماكن هذه الاكتشافات وتنوعها أدى إلى ظهور حاجة للتوسع الأفقي؛ أي إنشاء متاحف في مناطق الاكتشافات، وعامودي؛ أي الاتجاه نحو التخصص في بعض هذه المتاحف.

في الأردن اليوم 12 متحفا رسميا تقوم على إنشائها وإدارتها مؤسسات حكومية مثل: دائرة الآثار العامة، والجامعات الرسمية، والقوات المسلحة، ووزارة الأوقاف، تتنوع بين الآثار، والتراث الشعبي، والفنون الجميلة، والتاريخ الحديث أهمها:

* متحف الآثار الأردني في جبل القلعة بعمان: يحتوي على مقتنيات من العصر الحجري القديم الذي يعود إلى ما بين مليون ويمتد حتى عشرة آلاف سنة مضت، وصولا إلى العصر الأيوبي-المملوكي 1173-1516م. زاره خلال العام الماضي 110850 زائرا من الأجانب و13600 زائر أردني.

* متحف العقبة: يحتوي على مقتنيات تعود إلى فجر الإسلام والعصور الإسلامية التالية وصولا إلى الثورة العربية الكبرى، والمتحف مقام في قصر الشريف الحسين بن علي، وقد زاره خلال العام الماضي 6272 زائرا أجنبيا و 6218 أردنيا.

* متحف البتراء: يحتوي على مقتنيات مدينة البتراء من قطع أثرية تعود إلى الفترات الأدومية، والنبطية، والرومانية، والبيزنطية، بلغ عدد زواره العام الماضي438839 زائرا أجنبيا، و94200 زائرا أردنيا.

* متحف الكرك: يحتوي على مقتنيات تبدأ من العصر الحجري النحاسي 4500-3300 ق.م وصولا إلى الفترة الأيوبية المملوكية. وقد زاره خلال العام الماضي 107400 أجنبي، و14200 زائر أردني.

* متحف مادبا: يشكل مزيجا من المتحف الأثري والمتحف الشعبي، يحتوي المتحف على لوحات فسيفسائية ومعروضات من الحلي الفضية والذهبية والأزياء الشعبية الأردنية، زاره خلال العام الماضي9100 من الأجانب، و1000من الأردنيين.

* متحف السلط: يحتوي على مقتنيات تعود إلى العصر الحجري النحاسي وصولا إلى العصر الأيوبي المملوكي، زاره العام الماضي 487 من الأجانب، و1872 من الأردنيين.

* متحف عجلون: ويحتوي على مقتنيات تمتد من العصر ما قبل الفخاري 8700-7300ق.م وصولا إلى الفترة الأيوبية المملوكية، زاره57950 زائراً أجنبياً، و56100 أردني العام الماضي.

* متحف جرش: يحتوي على مقتنيات تمتد من العصر الحجري الحديث إلى الفترة المملوكية، ويعتبر أضخم متاحف الأردن، زاره185250 أجنبيا، و40400 أردني العام الماضي.

* متحف أم قيس: ويحتوي على مقتنيات من الفترة الهلنستية، والعصور الإسلامية، كما يحتوي على لوحات فسيفسائية رومانية. زاره44600 أجنبي، و14200 أردني خلال العام الماضي.

وتلفت فاخوري إلى أن هنالك العديد من المتاحف المتخصصة، مثل: متحف الفنون الجميلة، متحف السيارات الملكي الذي يحتوي على السيارات التي استخدمها الراحل الملك الحسين الذي كان من هواة سباق السيارات، صرح الشهيد، متحف المزار الإسلامي، المتاحف الجامعية، ومتحف الكتاب المدرسي، مشيرة إلى أن العمل يجري الآن على إنشاء أربعة متاحف جديدة في الطفيلة، معان، المفرق، وغور الصافي.

من جهة أخرى أوضحت فاخوري أن "دائرة الآثار العامة ومديرية المتاحف لا تتلقى الدعم المادي الذي يكفي لإنجاز مشاريعها وفق الطموحات المنشودة".

وبينت أن "دائرة الآثار العامة ترصد في كل عام مبلغا لأنشطة مديرية المتاحف وعندما يتبين أن المبلغ غير كاف يلجأ المدير المالي لتحويل بعض المبالغ من بنود الموازنة الأخرى لصالح هذه الأنشطة".

وأشارت إلى أنه "رغم أننا نتلقى بعض المعونات من قبل بعض الجامعات العالمية ومراكز البحث العلمي، إلا أن ما يردنا يبقى غير كاف."

بين ضعف الإمكانيات المادية وارتفاع سقف الطموحات للارتقاء نحو الأفضل تبدو مسيرة المتاحف في الأردن نموذجا للنجاح الذي يعاني من سوء التقدير، وذلك على رغم أنه من أكثر الوسائل المتحضرة فعالية في رفع مستوى انتماء المواطن لوطنه، ومن أكثرها نجاحا في عكس صورة مهيبة عن حضارتنا أمام الآخرين.

**

دارة الملك عبدالله الثاني للثقافة والفنون..

على غرار مراكز كبرى

السّجل - خاص

خلال لقائه بعدد من المثقفين في الديوان الملكي مطلع العام 2007، كشف الملك عبدالله الثاني عن تقديره لـ«الدور المهم الذي يلعبه المثقفون في مجتمعهم». تمخض عن اللقاء توجيه الملك للحكومة بإنشاء صندوق مستقل لدعم الحركة الثقافية، وتخصيص مبلغ 10 ملايين دينار للصندوق لتوفير الدعم المادي لتنمية الحركة الثقافية والنشر والإبداع، ورفع مستوى الخدمة الثقافية، والحفاظ على الآثار والمعالم التاريخية وصيانتها، وإنشاء المتاحف، وحماية المخطوطات القديمة وترميمها، ومنح الجوائز الإبداعية وتوفير فرص العمل للمثقفين والمبدعين.

في اللقاء نفسه، أمر الملك بالبدء في إنشاء «دارة الملك عبدالله الثاني للثقافة والفنون» لتكون على غرار المراكز الثقافية الكبرى في العالم، بأن تحتوي على قاعة أوبرا ومراكز للفنون ومكتبة ومتحف وقاعات فنية وقاعات تدريب وقاعات متعددة الأغراض.

في مطلع تموز 2007، بدأت أمانة عمّان الكبرى أعمال هدم مبنى شركة السجائر الأردنية في رأس العين تمهيداً لإقامة الدارة. كانت الأمانة طرحت مسابقة معمارية عالمية لمشروع الدارة أفرزت فوز المكتبين الهندسيين المعماريين (النمساوي دولجان ميسيل، والبريطاني زها حديد، مناصفة بالمرتبة الأولى)، والمكتب الهندسي المعماري النرويجي «سنوهيتا» بالمرتبة الثالثة.

أكد أمين عمان عمر المعاني في تصريحات صحفية أن دارة الملك عبدالله الثاني للثقافة والفنون ستكون ملتقى للحراك الثقافي، وأضاف أن موقع المشروع الذي سيرى النور خلال السنوات الثلاث المقبلة يمتاز بحيويته لارتباطه بمركز الحسين الثقافي ومبنى الأمانة وسبيل الحوريات، وصولاً للمدرج الروماني وجبل القلعة.

تم تصميم المبنى ليكون مركزاً رئيسياً لمختلف فعاليات المؤسسات الريادية في مجال الفنون بما في ذلك مركز الفنون الأدائية، وأوركستــــرا عمان السيمفوني، والمعهد الوطني للموسيقى، وفرقة أمانة عمان للفنون الشعبية.

ومن المتوقع أن يضم المبنى الجديد مرافق وباحات واسعة للحفلات الموسيقية وعروض المسرح وعروض الأوبرا، إضافة إلى العروض الأوبرالية العالمية. ويشتمل المبنى على مسرحين سيتم دعمهما بأنظمة صوتية متطورة بتقنيات عالية ومناطق للتدريب ومرافق عامة تشمل مطعماً ومقهى، الأول يتسع لـ 1600 شخص والثاني لـ 400 شخص.

**

28 عاما من الفنون الجميلة

جهاد هديب

يعتبر «المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة» أول متحف من نوعه في الأردن. وقد تم تأسيسه من قبل "الجمعية الملكية للفنون الجميلة" في منزل رؤوف أبو جابر في جبل اللويبدة عام 1980 بهدف توفير «مكان يحتضن أعمالا فنية في مختلف الفنون التشكيلية لأبرز الفنانات والفنانين من بلدان العالم الإسلامي والدول النامية وتركيا وإيران وماليزيا." وقد أصدر المتحف عدداً من الكتب تتعلق بتراث الأردن والعالم الإسلامي.

تأسست الجمعية الملكية للفنون الجميلة في عمان عام 1979، لرعاية الفن التشكيلي الأردني بصورة أساسية والتفاعل مع التجارب التشكيلية العالمية، و قامت الجمعية التي ترأست مجلس أمنائها الأميرة وجدان علي بتأسيس "المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة" عام 1980، في جبل اللويبدة ليحقق العديد من الأهداف وأهمها: رعاية الحركة الفنية التشكيلية في الأردن والبلدان العربية وبلدان العالم الثالث، تبادل وإقامة المعارض بين المتحف الوطني والمتاحف العالمية والمؤسسات الأخرى في أميركا وأوروبا والبلدان العربية للتعريف بالفن الأردني والعربي والإسلامي، إقامة ندوات ومحاضرات ومؤتمرات ومهرجانات وورشات عمل في الأردن، والاشتراك في الندوات والمؤتمرات الفنية العالمية.

بدأ المتحف بمجموعة لا تتجاوز 50 عملاً فنياُ، بلغت مؤخراً نحو 2000 عملا فنيا تمثل إنتاج 520 فنانا من 43 دولة عربية وإسلامية. نظمت الجمعية أكثر من 50 معرضا في عمان بالتعاون مع المؤسسات الفنية والثقافية في أوروبا وأميركا مثل مركز بومبيدو في باريس، متحف فكتوريا والبرت في لندن، متحف التاريخ والفن في جنيف، ومتحف جامعة هارفارد للدراسات السامية في الولايات المتحدة، كما أعارت المتاحف التركية ومتحف الفن الحديث في القاهرة المتحف الوطني مجموعات خاصة لعرضها.

أقامت الجمعية الملكية للفنون الجميلة معارض لأعمال مميزة من مجموعتها الفنية، في كل من فرنسا وتركيا وبولندا وبريطانيا. وشهد العام الفائت نشاطات كبرى ومعارض مهمة احتضنها المتحف منها على الخصوص: معرض "رامبرانت في عمان" الذي قدم نماذج من أهم أعمال الفنان الهولندي رامبرانت، ومعرضاً لصور نادرة تؤرخ للوجود العربي في أميركا اللاتينية، وخزفيات بيكاسو..

يدير المتحف الفنان خالد خريس، وهو من أبرز الفنانين العرب.

متاحف الأردن: مليون عام بين أربعة جدران
 
24-Jul-2008
 
العدد 36