العدد 35 - احتباس حراري
 

يشهد نهاية القرن الحالي ارتفاعا في منسوب مياه البحار بمعدل متر ونصف، وفق ما أشارت اليه نخبة من الباحثين البريطانيين. وهذا الرقم الجديد يتجاوز الرقم الذي تنبأت به اللجنة الدولية لتغير المناخ العام الماضي حيث رأت ان الارتفاع سيكون عام 2100 بين 28 و43 سنتمترا فقط.

وعرض الباحثون النتائج التي توصلوا إليها في دراستهم أمام المؤتمر السنوي للاتحاد الأوروبي للعلوم الجيولوجية (IBCC) الذي عُقد في العاصمة النمساوية فيينا مؤخرا.

وعجزت (IBCC) في دراستها عن تبيان النتائج التي يمكن أن يسببها الذوبان السريع للطبقات الجليدية القطبية، الناتج عن الارتفاع في درجات حرارة المياه. في حين أن فريقا من الباحثين البريطانيين توصل إلى نتائج التحليل الذي قام به من خلال إنشاء نظام كمبيوتر يربط ما بين درجات الحرارة ومستويات مياه البحر على مر الأعوام الألفين الماضية.

وتبين الدراسة أن المعدل العالمي لمستوى مياه البحر العالمي كان مستقرا للغاية على مر السنوات الـ 2000 الماضية، إذ أنه تغير بحدود 20 سنتمترا فقط خلال كل تلك الفترة، ولكن مع نهاية القرن (الحالي)، يتوقع أن يرتفع منسوب مياه البحر بمعدل يتراوح بين 0.8 و1.5 متر ويرجع السبب في ذلك الى سرعة ذوبان الطبقات الجليدية.

وترى الدراسة أن نظام الكمبيوتر، الذي أجريت عليه الدراسة، يستطيع وبشكل دقيق تحديد مستويات مياه البحر إلى درجة يمكن التعويل عليها ومراقبتها عن طريق قياس معدلات المد والجزر البحري على مر الأعوام الـ 300 الماضية.

ولا توجد الكثير من الأدلة الملموسة التي تشير إلى مستويات مياه البحر على مدى آلاف السنين قبل فترة الثلاثمائة سنة الماضية، ولكن هنالك بعض الأدلة الأثرية المحدودة التي تعتمد على ارتفاع أحواض الأسماك التي كان يستخدمها الرومان، وهو الدليل الأقوى على أنه لم يكن هنالك تغير كبير في منسوب مياه البحر على مر السنوات الـ 2000 الماضية. وبناء على ذلك اشارت الدراسة الى أن الارتفاع المسجل حاليا في منسوب مياه البحر، حوالي ثلاثة سنتمترات في العام الواحد، يعد كبيرا جدا. ويتوقع العديد من العلماء العاملين في هذا الميدان ان يشهدوا تسارعا أكبر في ارتفاع مستوى مياه البحر مستقبلا.

وتشير آخر المعلومات التي تم الحصول عليها عن طريق الأقمار الاصطناعية إلى أن طبقات الجليد في غرينلاند ومناطق غربي القطب الجنوبي بدأت بالفعل تفقد جزءا من كتلتها بفعل ذوبان الجليد، على الرغم من أن الطبقات الجليدية في شرقي القارة القطبية الجنوبية قد تكون آخذة بدورها بالازدياد.

ويقول الخبراء إن الذوبان الكامل للجليد في منطقتي جرينلاند وغربي القطب الجنوبي سيؤدي إلى حدوث ارتفاع في مستوى مياه البحر قد يصل إلى عدة أمتار، إلا أن العملية، إن حدثت، ستستغرق قرونا عدة من الزمن.

وتبين الدراسة أن ارتفاع متر واحد في منسوب مياه البحر ينتج عنه مضاعفات كبيرة وخطيرة بالنسبة للبلدان ذات الأراضي المنخفضة، وخصوصا تلك التي لم تتم تهيئة اقتصاداتها لبناء أنظمة متطورة تحميها من مياه البحر. كما تبين الدراسة أن ما بين 80 ز 90 بالمئة من أراضي بنغلاديش تقع ضمن ارتفاع متر واحد من مستوى سطح البحر.

منسوب مياه البحار مرشح للإرتفاع
 
17-Jul-2008
 
العدد 35