العدد 35 - حتى باب الدار | ||||||||||||||
بمجرد أن تقيم علاقة اقتراض مع أي من البنوك، سيرن هاتفك بعد أيام ليقول لك مندوب البنك على الطرف الآخر أنه تم منحك بطاقة ائتمان (فيزا كارد او ماستر كارد مثلاً) ويبلغك عن سقف شراء معين مسموح لك. الشراء بالبطاقة عموماً هو صيغة معاصرة من الشراء "عالدفتر"، والاختلاف الرئيسي بين شكلي الشراء هذين، هو ان الشراء "عالدفتر" يترافق عادة بـ"جحرة" غاضبة من البائع أو "بلعة ريق" منه، بالاضافة الى عدم قدرة المشتري على المفاصلة، وغير ذلك مما يضع المشتري في موقع دوني تجاه البائع وتجاه الزملاء المشترين بنقودهم أي الذين يشترون "حاضر". أما الشراء بواسطة البطاقة فرغم أنه يشترك مع وضعية "عالدفتر" من حيث انه لا يشترط توفر النقود ودفعها الفوري، لكنه لا ينطوي على تلك الوضعية الدونية المشار اليها اعلاه، بل بالعكس فإن البطاقة تضيف لحاملها المزيد من الوجاهة والوقار الشرائي، بشكل قد يتفوق على الشراء "حاضر". إذا انتشرت البطاقة أكثر، وهي مرشحة لذلك، فإن تغيرات كثيرة ستحصل على الثقافة المالية الشعبية: لن يعود مهماً أن تكون "المصاري مستفة تستيفاً" في جيوب الناس، ولن يكون أمراً ذا أهمية أن يقال عن الشخص أنه "طالهن يطقطقن" أو إن الواحدة منهن "بتذبح العصفور" بسبب كونها جديدة لم تطو بعد. قد تختفي التسميات ذات الدلالة الوجاهية لقطع النقد الورقي مثل " المخمسات" والمعشرات وأمهات العشرين أو أمهات الخمسين، ومن المحتمل أن تتأثر وضعية دفتر الشيكات أيضاً. ولكن من غير المعروف إن كانت البطاقة قد تتحول الى مؤشر ثروة معلن فتوضع في الجيوب العلوية بشكل ظاهر للعيان بالطريقة التي كان الناس يحرصون فيها على وضع أوراق النقد في جيوبهم التي تفصح عما في داخلها. ** "ركوب التيار".. الوطني أعلن رئيس مجلس النواب أن التيار الوطني الذي يرأسه يتمتع بأغلبية نيابية حيث ينتمي اليه أكثر من 60 نائباً، ومع أنه أكد أن التيار ليس حزباً سياسيا إلا أنه تمنى أن يصبح كذلك في القريب. يتعين القيام ببعض التدقيق في فكرة التيار الوطني التي تتكرر بين مجلس نيابي وآخر مع بعض الاختلاف في التسميات بين دورة وأخرى: من المعروف أنه لم يكن بوسع التيار الوطني أن يحتفي بفوزه بالأغلبية في الانتخابات الأخيرة ،ببساطة لأنه لم يكن حينها تياراً، وما حصل ويحصل على الدوام أن هذا التيار يتشكل بعد قيام المجلس، أما قبل ذلك فإن أعضاء التيار يكونون مثل غيرهم يفرون من أي تجمع معلن بل ويصرون على أن كلاً منهم مجرد فرد مستقل عادة ما يهاجم السياسة والأحزاب والتيارات ويعد جمهوره أنه لن يقربها. في الأشهر الأولى من عمر المجلس تبدأ حركة تكتلات يتم فيها استقطاب النواب الجدد، وهي حركة تشبه ما يعرف عن الأردنيين بالبحث عن "كبير"، لأن النائب الجديد عادة ما يواجه مباشرة أو غير مباشرة بسؤال: من هو كبيرك؟. للتيار الوطني مثله مثل باقي التيارات أو الموجات الأصغر حجماً ،دورة حياة تبلغ مدتها أقل من أربع سنوات، تبدأ بعد أشهر من تشكيل المجلس وتنتهي قبل أشهر من حله وانتخاب مجلس جديد.
|
|
|||||||||||||