العدد 35 - كتاب | ||||||||||||||
سليم القانوني طوى لبنان يوم أمس الأربعاء باستعادة بقية أسراه من سجون الاحتلال الإسرائيلي وعلى رأسهم عميد الأسرى سمير قنطار، واستعاد رفات مئات الشهداء منهم غير لبنانيين من فلسطينيين وعرب، وقداثارت هذه المناسبة الوطنية مزيداً من الانفراج بعد انتخاب رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وتشكيل فؤاد السنيورة لحكومة وحدة وطنية ضمت وزراء من المعارضة. حزب الله قاد المفاوضات غير المباشرة مع تل أبيب برعاية المانية كما جرى في مناسبات مماثلة سابقة.وهو ما عزز وضع الحزب في الحياة السياسية الداخلية، وذلك بعد ما لحق بالحزب من إساءة لسمعته إثر «غزوة بيروت» في أيار/مايو اaلماضي، على خلفية الخلافات حول انتخاب رئيس الجمهورية. ولوحظ أن قوى الأكثرية رحبت بمناسبة استعادة الأسرى، واعتبرتها عرساً وعيداً وطنياً بما جعل اللغة السياسية تتقارب بين الفرقاء. غير أن لبنان الذي بات في الأعوام الثلاثة الماضية،مختبراً للتوترات والتجاذبات في المنطقة، ما زال يقف أمام تحديات أخرى يرتبط بعضها بأزمات المنطقة.ومنها تحرير مزارع كفر شوبا. وتنشط الدبلوماسية اللبنانية لوضع المزارع في عهدة الأمم المتحدة، وهو موقف يلقى قبولاً في المنظمة الدولية، ولم يواجه باعتراضات إسرائيلية، وذلك الى أن يصار لاستعادتها للسيادة اللبنانية. فيما يربط حزب الله استمرار احتفاظه باسلحته بهذه المزارع. فيما دعا رئيس الجمهورية القائد السابق للجيش في خطاب القسم، لوضع استراتيجية دفاعية تحدد مستقبل البلاد الدفاعي، وهي دعوة سبق لحزب الله أن اطلقها وتبناها. البيان الوزاري للحكومة الائتلافية يفترض أن يجيب عن هذه التساؤلات، وهو ما يفسر تأخر الفروغ من صياغته حيث يخضع لمناقشات تفصيلية، بين وزراء الأكثرية والمعارضة «السابقة». التحدي الثاني يكمن في استعادة علاقات طبيعية مع الجارة الشقيقة سورية وذلك بإقامة علاقات دبلوماسية لأول مرة بين البلدين وترسيم الحدود بينهما. دمشق من جهتها وافقت على مبدأ تبادل سفيرين، (جدد الرئيس بشار الأسد هذه الموافقة في القمة المتوسطية في باريس قبل أيام) لكنها أرجأت ترسيم الحدود الى حين استعادة مزارع كفر شوبا التي تعتبرها تل أبيب سورية. وكان رئيس الجمهورية سليمان ضمن هذه المطالب في خطاب القسم ودعا الى علاقات مميزة وندية بين البلدين.وهناك الى ذلك مطالب سورية بالإبقاء على مجلس أعلى سوري لبناني، فيما تبرز مطالبات لبنانية باستعادة معتقلين لبنانيين من سجون سورية. وإلى ذلك هناك تحديات أخرى تتمثل في ترقب نتائج لجنة التحقيق الدولية في مقتل رفيق الحريري مع نهاية العام الجاري، ووضع قانون انتخاب جديد كما نص على ذلك اتفاق الدوحة استعداداً لانتخابات نيابية في الربيع المقبل يتوقع كثرون ان تشهد قبل اجرائها تغيرات في المعادلات الداخلية لجهة اصطفاف الفرقاء، وذلك في ضوء انتخاب سليمان رئيساً توافقياً بالفعل، وتشكيل السنيورة لحكومة ثانية هي حكومة وحدة وطنية، بعدما كان ينعت من قبل قوى في المعارضة بأقذع النعوت. |
|
|||||||||||||