العدد 35 - زووم | ||||||||||||||
خالد أبو الخير الصيف فصل التفتح والانكشاف للشمس.. تتمايل نساء تقصر أثوابهن، في مشية لوعى لا يعكر وقعها قيظ ظهيرة أو تهدل حر. متحللات، من تذكارات وتراكمات دب بها لهيب الصيف، كأشياء أخر. خرجن ينشدن على خطى عشتار لأدونيس الذي يؤوب في موعده، فيزيد أجواء الصيف.. التهاباً. ضاجات بأنوثتهن. وهل من شيء؟... يعدل الأنوثة طغياناً وعنفواناً وتيهاً! ..كل النساء في الطرقات أو يتسلقن الدرجات ما عداها. تنتصب كغزالة على شرفتها، بكامل بهائها، وثوبها الأحمر الجريء، راغبة وراهبة، فصوته في الهاتف يدعوها.. وعيون العذَال في كل النوافذ والشرفات والطرقات تترصد النداء. هو الصيف.. يشعل الأحداق والقلوب والسنابل والأرصفة ولا يتسع جنونه لمتقاعدين وتماثيل وروبوتات وموميات ومحاربين آن لهم أن يترجلوا...
*: أدونيس إله الجمال والشباب وربيع الحياة ، عشق عشتار التي التقاها في إحدى رحلات صيده و بادلته الهوى . مرة خرج أدونيس للصيد بمفرده ليصطاد فحاصرت كلابه خنزيراً برياً، أخذ أدونيس رمحه ورماه به فجرحه, ولكنه لم يصب منه مقتلاً. هاج الخنزير المثخن بالجراح وهجم على أدونيس ممزقاً إياه بأنيابه, فسقط الشاب الجميل على الأرض وهو ينزف دماً وأنينه يتصاعد إلى السماء، حتى بلغ مسامع عشتار فنزلت إليه ملهوفة ورأت دمه ينزف بغزارة وقد برد جلده وتبلل بالعرق وثقلت عيناه وغشي بصره وأخذت روحه تخرج مع أنفاسه المتسارعة. ضمته عشتار وقبلته إلا أنه لم يشعر بقبلتها،إذ كان قلبه يخفق خفقانه الأخير فقد كانت جراحه عميقة إلا أن جراح قلبها كانت أعمق منها. نزفت دماء أدونيس وتخضبت مياه النهر الذي يحمل اسمه ورحل إلى العالم السفلي, وحاولت عشتار أن ترجعه إلا أن جمال الشاب قد فتن ملكة الجحيم بيرسيفون فرفضت تسليمه, وألحت على الاحتفاظ به. رُفعت القضية إلى كبير الآلهة زفس الذي قضى أن يبقى أدونيس طيلة الخريف والشتاء بصحبة ملكة الأموات، ويعود كل ربيع وصيف إلى صحبة ملكة الحب والجمال. مع إطلالة كل ربيع ومع عودته إلى الأرض كانت تتفتح زهور حمراء قرمزية حيثما سقطت قطرة من دم أدونيس، إنها شقائق النعمان تبشر بعودته جالباً معه الخصب والتجديد. ومع بدء كل خريف كانت مياه أدونيس تتخضب بدمائه قبل أن يحتويه الشتاء. |
|
|||||||||||||