العدد 6 - أردني | ||||||||||||||
يواصل الملك الأردني عبدالله الثاني محاولات اجتذاب سورية إلى الصف العربي مع انطلاق مفاوضات السلام الفلسطينية-الإسرائيلية، وحلحلة الأزمة اللبنانية واقتراب موعد القمة العربية في دمشق في آذار/مارس المقبل، حسبما يرشح من مسؤولين قريبين من هذا الملف. على أن الرياض تضع “متطلبات” قبل ترطيب الأجواء مع دمشق، بعد سنة من توتر العلاقات على خلفية خطاب ناري غمز فيه الرئيس السوري بشار الأسد من قناة نظرائه العرب في مقدمتهم العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز. ولا يبدو أن سورية عازمة على الاستجابة لمثل هذه المتطلبات، بحسب مصادر دبلوماسية في عمان، اكتفت بالإشارة إلى تحالف سورية مع إيران. مسؤولون أردنيون استبعدوا عقد قمة خماسية - الأردن، سورية، مصر، السعودية والسلطة الفلسطينية- معتبرة أن الأجواء لم تختمر لمثل هذا الحدث. واكتفى مسؤول رفيع بالقول “القمة الخماسية ليست على الطاولة”. في هذه الأثناء سرّبت المصادر الدبلوماسية أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (أبو مازن) ليس مرتاحاً لجسور الحوار الإيجابي بين الرياض وحركة المقاومة الإسلامية حماس التي طردت فتح بقوة السلاح من غزة في منتصف حزيران/يونيو الماضي. إذ يتابع أبو مازن بقلق زيارة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل إلى الأراضي السعودية. تزامن التناغم السعودي-الحماسي مع كسر الحصار على حماس في نقطة الحدود المصرية. وثمّة شكوك فلسطينية بتواطوء إسرائيلي لفك العزلة عن حماس، بحسب الدبلوماسيين. يتساءل مسؤولون فلسطينيون كيف منح حجاج غزّة تأشيرات إلى الأراضي المقدسة بينما ينتظر حجاج رام الله وسائر الضفة الغربية حتى الآن؟ مع أن زيارة وزير خارجية المعلم مطلع الأسبوع صبّت في خانة “المجاملة”، يبحث الطرفان عن أرضية متقاربة حيال قضايا المنطقة الساخنة من بغداد إلى غزة مروراً ببيروت. فتقريب زوايا المنظور من القضايا الإقليمية، سيساعد على تسوية الملفات الثنائية العالقة في مقدمتها تقاسم مياه نهر اليرموك، الأمن، الحدود والمعتقلون الأردنيون في سجون دمشق. منذ زيارة عبد الله الثاني إلى دمشق منتصف الشهر الماضي، يواصل المسؤولون الأمنيون والسياسيون الاجتماعات تمهيداً لعقد اللجنة العليا المشتركة أواخر الشهر الحالي، بعد أن أرجئت مرتين. بعد أسبوعين من زيارة الملك التي كسرت الجليد بين عمّان ودمشق، أطلق الرئيس السوري بشار الأسد سراح 18 أردنياً. رأت عمّان في ذلك القرار لفتة حسن نوايا مع أن دفعة المطلق سراحهم ضمّت متهمين في قضايا جنائية باستثناء معتقل وحيد على خلفية سياسية. تشير التقديرات الرسمية إلى وجود 20 سجيناً ومعتقلاً في سجون سورية، بينما تقدر لجنة نقابية عددهم ب240 شخصاً. فيما يتعلق بالمعادلات الإقليمية، يسعى الرئيس السوري لكسب الوقت بعد أن جمع عدة أوراق رابحة في لبنان وفلسطين، بحسب دبلوماسيين عرب. لذلك من المستبعد حصول تغييرات جذرية في السياسة الخارجية السورية، لاسيما وأن الدبلوماسية السورية أطلعت طهران وأخــذت موافقتها على تفاصيل التحول الجزئي ودخول غمار أنابوليس. |
|
|||||||||||||