العدد 6 - أردني | ||||||||||||||
تحولت منصة الخطابة في مجلس النواب إلى «سوق عكاظ» طغى عليها ديباجات المديح للحكومة وأركانها من وزراء وأمناء عامين، ثناء على شخص رئيسها وغزل «غير مسبوق» باستقامته وشخصه وعفته ونزاهته. على أن أصحاب الكلمات أمس لم يخوضوا في صلب مناقشة بيان الحكومة الوزاري أو تحليل مضامينه. وكان رئيس الوزراء نادر ذهبي تحدث عن حزمة مشاريع تنموية وسياسات تقشفية في خطابه المفترض أن ينال ثقة غير مسبوقة على أساسه. كذلك وعد بتخصيص أموال لرفع رواتب الموظفين والمتقاعدين في ضوء تآكلها أمام ارتفاع تكاليف المعيشة. في خطابات الرد، تراجع الجانب السياسي أمام الخدمي في مناقشات اليوم الأول. إذ شرع المتكلمون أمس بمناقشة خطة الحكومة المرتكزة على خطاب العرش وسط توقعات بحصول الحكومة على ثقة نيابية «غير مسبوقة». انخرط المتحدثون في الجولة الصباحية في طرق مطالب خدمية صرفة، فيما كال بعضهم المديح على وزير الداخلية عيد الفايز- الذي أشرف على الانتخابات النيابية- والمحافظين والحكام الإداريين والحكومة. ولم يتردد احدهم بمنح ثقته للحكومة قبل أن ينتظر سماع ردها على مناقشات النواب. في كلماتهم عكست كلمات سبعة نواب مزاجا نيابيا متماثلا تمثل في الابتعاد عن المواضيع السياسية، باستثناء نائب واحد تطرق إلى حرية الرأي والتعبير وقانون الانتخاب والأحزاب والنقابات المهنية والعدالة في التوزيع. وطالب إلى جانب نائب آخر بإيجاد نقابة أو اتحاد للمعلمين في سياق الدعوة لتحسين ظروفهم المعيشية والارتقاء بالعملية التعليمية. ودعا نائب ثالث الحكومة إلى منح الأم الأردنية الحق بإعطاء الجنسية إلى أبنائها. وركزت كلمات أخرى على شؤون دائرة النائب الانتخابية من حيث المطالبة بالخدمات لدرجة بدت معها المناقشات وكأنها تتتعلق بقانون الموازنة العامة للدولة وليس على الثقة بالحكومة. وينتظر أن تستمر مناقشات النواب حتى مساء الأحد المقبل ليصار بعد ذلك إلى الاستماع لرد الحكومة على البيان الوزاري ومن ثم التصويت على الثقة. واظهر النواب «الجدد» اغترابا عن منصة الخطابة في المجلس عكستها تلعثمهم في الحديث عن بعض المفاصل وكيل المديح للحكومة ووزرائها في أماكن أخرى. عدد من المتكلمين خرقوا القواعد البرلمانية حين خاطبوا الحكومة مباشرة دون مخاطبة رئيس المجلس. واستخدم بعضهم عبارات إنشائية عالية المديح في الثناء على شخص الرئيس ونزاهته واستقامته دون الولوج لواقع البيان الوزاري ومناقشة تفاصيله بشكل علمي ودقيق. وآثر نواب في يوم مناقشاتهم الأول تأخير إلقاء كلماتهم حتى يتمكنون من الاطلاع على اكبر عدد ممكن من كلمات زملائهم قبل اعتلائهم منصة الخطابة. وعزفت الكلمات على وتر المطالبات الخدمية الضيعة بعيدا عن مطالب أوسع وأشمل وسط تأثر أصحابها بالحملات الانتخابية السابقة وشعاراتها، فاقتصرت الكلمات على المطالبة باستحداث طريق أو بناء جامع أو إنارة عمود كهرباء. وعكست بداية المناقشات سيرورة بقية أيام النقاش والطريقة التي ستتم بها، فيما غرقت الكلمات في البعد الاقتصادي والاجتماعي دون تقديم بدائل واقعية أو اقتراح حلول. وبدت الحكومة في طريقها لتسجيل رقم مرتفع عن حكومات سبقتها من حيث الثقة، بعد أن وجدت غزلا رقيقا وثناء شعريا ومدحا جزيلا، كسرت حدته بعض الومضات على جوانب معينة مثل المطالبة بنقابة للمعلمين أو تعزيز الحريات العامة والتي جاءت على لسان نائب او اثنين على أكثر تقدير. |
|
|||||||||||||