العدد 34 - رزنامه | ||||||||||||||
السجل – خاص احتفت الأمسية الموسيقية التي أحياها الفنان علاء شاهين بالعود، تلك الآلة الموسيقية الشرقية راسخة الجذور، والتي ما تزال تُواصل حضورها المؤثر رغم ما استجد في المشهد من آلات شرقية وغربية على السواء. قدم شاهين بمرافقة عوده مجموعة من مقطوعاته ومقطوعات أستاذه الفنان نصير شما مدير بيت العود العربي بالقاهرة. واستهلت الأمسية التي نظمتها مؤسسة خالد شومان – دارة الفنون بمقطوعة "تحية" لنصير شما، والتي كانت بمثابة لفتة احتفاء بالجمهور من قِبل بيت العود العربي، لذا اتسم إيقاع النغم فيها بالاندفاع والحيوية. وواصل شاهين عزفه ليقدم مقطوعة "عناق" التي مالت إلى الشجن الشفيف، والتدرُّج في الأداء الذي غلب عليه الهدوء وإن تخللته مقاطع سريعة، مقدماً عبر ذلك حالة درامية دفعت الجمهور للتفاعل معها. ثم عزف شاهين محتضناً العود وبيد واحدة مقطوعة «قصة حب شرقية»، وهي المقطوعة التي ألّفها نصير شما في العام 1986، وكانت الأولى التي تقدَّم لمبتوري اليد، وقد لقيت قبولاً واستحساناً كبيرَين لما تحمله من رسالة تضامنية إنسانية وبارقة أمل لتلك الفئة من البشر. وقد أبدى شاهين من خلال هذه المقطوعة حرفية عالية وحافظ على نقاء صوت الوتر وجمالياته رغم استخدمه يداً واحدة في العزف. وظلّت هذه الحرفية تميز أداء شاهين في ما تلا من مقطوعات: «هدوء القمر»، «رقصة الفرس»، «ارتجالات»، «نزيف» و»فلامنكو». كذلك استمتع الجمهور بمقطوعات لأغان من التراث العربي، وهي الأثيرة لدى شاهين الذي كان قد ابتدع الطريقة الأندلسية الحديثة للعزف على آلة العود متحكماً ببراعة بأوتار عوده التي بدت مطاوعةً لأنامله، ومتجاوبة مع حركتها. كشفت الأمسية عن قدرة شاهين على توظيف مهاراته، وعن خصوصيته في العزف على آلته الموسيقية للتعبير عن شخصية فنية مستقلة نأت به عن أن يكون مقلّداً خصوصاً عند عزفه مقطوعات نصير شما. كما برز تطويعه لموسيقاه للتعبير عن الهموم الاجتماعية والإنسانية، فكان وهو يعزف كمن يسرد الحكايا، وينبش التراث، ويستجلي بواطن الذات. وُلد شاهين في عمّان العام 1978، تتلمذ على يد الفنان العراقي نصير شما في بيت العود العربي بالقاهرة. وهو مؤسس لفرقة أوتار ولبيت العود العربي في الأردن، وأصدر ألبومين موسيقيين هما: «رجوع» و»الفلامنكو والأندلس»، وشارك في العديد من الحفلات الموسيقية في الأردن ومصر وتونس والمغرب وإيطاليا. |
|
|||||||||||||