العدد 34 - أردني | ||||||||||||||
السّجل - خاص مع ورود تفاصيل مقابلة الملك عبد الله الثاني التي أجرتها معه وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، والتي وصلت في الساعة الحادية عشـــرة والنصـــف مــن ليل الثلاثاء، الأول من حزيران الجاري، شعر محررو العرب اليوم أن صحيفتــهم تشكل محور الحديث الملكي. وفي أعقاب قراءة المقابلة، اتخذت هيئة تحرير الصحيفة قرارا بإلغاء مقالات كان وضعها بعض كتابها الرئيسيين، بعد أن كانت في طريقها للنشر، فقد كانت تلك المقالات تعبر عن استمرارية النهج ذاته في انتقاد بعض السياسات العامة في البلاد، في حين شعرت هيئة التحرير أن هنالك حاجة للتهدئة بعد حديث الملك الذي تميز بدقة خاصة في تناوله قضايا بيع أصول الدولة، وإقامة مهرجان الأردن، وهما موضوعان أثارتهما الجريدة ليتحولا إلى قضايا خلافية، وأصبحا محط جدل وطني، وبخاصة وأن أنباء بدأت ترد عن أن بعض الفنانين المشاركين في المهرجان قد تراجعوا عن المشاركة. كما اضطرت هيئة تحرير الجريدة، التي بقيت ساهرة حتى ساعة متقدمة من فجر الثاني من تموز، إلى إجراء تغيير كامل على صفحات الجريدة فور استقبالها المقابلة المطولة. شعور الاستهداف، لم يكن مقصورا على هيئة تحرير العرب اليوم، بل كان يتردد صداه في مقر نقابة الفنانين حيث كان مجلس النقابة يشاهد مقابلة، اعتبرها مستفزة، مع ناصر جودة، ما جعل بين الصحيفة والنقابة نوعا من وحدة الحال من حيث الشعور بالاستهداف. وللتخفيف من هذا الشعور، قام نقيب الصحفيين عبد الوهاب الزغيلات "بزيارة تضامنية" إلى العرب اليوم. "شعرت أن الجو العام كان غير إيجابي بعد بث مقابلة سيدنا. وكان صحفيون ونواب وأعيان يتناولون العرب اليوم بالاسم، فزرت الزملاء في العرب." ويضيف الزغيلات أن ما أشيع عن أن العرب اليوم كانت ستصعّد غير صحيح. ويتابع "كتاب العرب اليوم محترمون مقروؤن ونحن في النقابة مع حرية الصحافة." صراحة الملك وطبيعة التصريحات التي أطلقها، أشعرت الصحيفة بأنها مستهدفة بهذا الحديث، حيث دار جدل حول "بقاء رئيس التحرير، طاهر العدوان، ومدير تحرير المحليات فهد الخيطان ومدير تحرير الاقتصاد سلامة الدرعاوي في مواقعهم، وبخاصة بعد انتشار شائعات في صبيحة اليوم الذي نشرت فيه المقابلة بأن الصحيفة مقبلة على تحولات جذرية. إلا أن اجتماع طاقم الجريدة الصحفي مع العدوان الذي طمأن فريقه بأن الحديث الملكي ليس موجها بالضرورة إلى "العرب اليوم"، التي لم تبخل في نشر أي إيضاح حكومي حول قضايا نشرتها الجريدة. صحفيون في "العرب اليوم"، أخبروا العدوان بأن طاقم الصحيفة في "مركب واحد" وأنهم سيقفون إلى جانبه في أن قرر البقاء أو الاستقالة. في اليوم التالي، عقد رئيس مجلس إدارة العرب اليوم، رجائي المعشر، اجتماعا ضم رئيس ومدراء التحرير في الجريدة تم فيه تداول المقابلة الملكية وموقف الصحيفة الداعم له. زيارة المعشر للصحيفة، طمأنت هيئة التحرير ورفعت من معنوياته، وخلص اللقاء إلى اعتبار أن الملاحظات الملكية حول الإعلام تركزت على الإشاعات التي تروجها "مصادر موثوقة"، على حد الوصف الملكي، وهذا لا يعني بالضرورة الصحيفة وسياستها التحريرية. وبحسب مصدر رفض الكشف عن اسمه، فإن العرب اليوم أوضحت موقفها بأنها غير مسؤولة عما يكتبه بعض كتابها في منابر عربية خارج البلاد، تهاجم فيها السياسات العامة للدولة، حيث تلقت تلك الجهات تطمينات بإيقاف تلك المقالات. بعد ثلاثة أيام من حديث الملك، عادت الصحيفة "لتقدم "قراءة مغايرة" للمقابلة الملكية، بقلم مدير تحرير المحليات فهد الخيطان. وقد بين الخيطان في قراءته تلك أن التوجيهات الملكية "لا تعني الانقلاب على حرية الصحافة أو الدعوة لتحريم النقاش حول قضايا وطنية، أو انتصار طرف على آخر." حديث الخيطان جاء للرد على ما تردد من أن مقابلة الملك تعد انتصارا لرئيس الديوان الملكي، باسم عوض الله، وخطه الاقتصادي والسياسي. وأضاف الخيطان أن المقابلة، في مجملها، جاءت ردّا على ظاهرة مراكز القوى وصراعها التي دأب البعض على إثارته منذ سنوات ومن مختلف المواقع التي شغلوها. بعد مقالة الخيطان بأسبوع عاد عامود طاهر العدوان إلى الظهور على صفحات العرب اليوم، مشكلا ما يشبه الإعلان عن استئناف العرب اليوم لمسيرتها الصحفية وإعلانا آخر عن أن الصحيفة قد تجاوزت الشعور بالاستهداف الذي كان قد تولد لدى كادرها؛ إدارة وصحفيين. |
|
|||||||||||||