العدد 34 - أردني | ||||||||||||||
خليل الخطيب في الثامن من حزيران الماضي كتب الزميل سلامة الدرعاوي مقالا في "العرب اليوم" حول مهرجان الأردن، يشير فيه إلى وجود شركة فرنسية تعمل "في الظل" لتنظيم المهرجان هي شركة بوبليسيز للعلاقات العامة والإعلان، وأن رئيس هذه الشركة هو موريس ليفي، وهو يهودي كانت شركته قد نظمت احتفالات إسرائيل بالذكرى الستين للنكبة الفلسطينية. هذا المقال، الذي لم يكن أكثر من مادة صحفية اجتهد الزميل في إعدادها، كان "الشرارة" التي أطلقت حملة قامت بها النقابات وبعض مؤسسات المجتمع المدني، داعية إلى مقاطعة المهرجان الذي يقام على الخلفية سابقة الذكر، محولة المقالة من مادة صحفية إلى مدخل لتحقيق مكتسبات سياسية لا علاقة لها بمهرجان وطني ينتظر منه أن يروج للأردن سياحيا. ولم تساعد تصريحات مدير هيئة التنشيط السياحي نايف الفايز للعربية نت في وقف "الفزعة" ضد المهرجان التي تدعو لإلغائه، وزاد الطين بلة أن النقابات المهنية، بمن فيها نقابة الفنانين، قامت بإصدار بيان يدعو لمقاطعة المهرجان، وأرسلت رسائل للنقابات العربية تدعو فيها لتحشيد الرأي العام العربي ضده. استندت جميع الجهات الداعية لمقاطعة المهرجان إلى تصريحات لوزيرة السياحة مها الخطيب نشرتها العرب اليوم بتاريخ 10/6/2008، قالت فيها عن شركة ببلسيز: "إن دور هذه الشركة اقتصر على نصحنا إلى أين نتوجه ومع من نعمل للوصول إلى الفنانين." هذا التصريح يشير صراحة إلى أن الوزيرة لم تطلع على ملفات مهرجان جرش لتعرف كيف كانت تدار الأمور. لم تلتفت الجهات الداعية لمقاطعة المهرجان إلى ما في هذا التصريح من تبسيط للأمور، وتمسكت به أداة لتدعيم موقفها الذي لم يحقق نتائج جدية على الأرض فبطاقات المهرجان، بحسب تصريحات مدير هيئة تنشيط السياحة نايف الفايز، تلقى "إقبالا هائلا". نقيب الفنانين شاهر الحديد الذي شاركت نقابته في الدعوة إلى مقاطعة المهرجان قال للسّجل:" نحن لم نصدر بيانا لمقاطعة المهرجان وإنما صدر البيان عن مجمع النقابات المهنية، ونحن جزء من هذه النقابات." «ے» طرحت عددا من الأسئلة على نقيب الفنانين منها: 1- هل تحققتم من أن الشركة داعمة للصهيونية قبل أن تتخذوا موقفا؟ 2- هل ستدعون الهيئة العمومية للنقابة من أجل عرض الموقف عليها لتتخذ قرارا؟ نقيب الفنانين لم يجب عن أسئلة السجل، واكتفى بالقول "جلالة الملك تحدث في الموضوع ووضح كل شيء وليس لدي ما أقوله بعد حديث جلالته." وكرر الجملة مرارا. وأكد الحديد أنه راسل نقابات الفنانين العرب ودعا نقباءها لحضور المهرجان، كما أكد "استجابة الفنانين العرب لهذه الدعوة". كون نقابة الفنانين جزءا من اتحاد النقابات المهنية، يعني أن على أعضائها أن يلتزموا بقراراتها، وهو ما جعل الفنان عمر العبد اللات في البداية يصدر بيانا يعلن فيه أنه "يأسف لأنه لن يشارك في المهرجان التزاما منه بقرار نقابته". ولكن لم تمض سوى أيام حتى تراجع العبداللات عن المقاطعة ويعلن أنه سوف يشارك في المهرجان. وقد حاولت «ے» الوصول إلى الفنان عمر العبد اللات للوقوف على حقيقة ما حدث، لكن المحاولات فشلت لأن الفنان الأردني حجب خدمة استقبال المكالمات، فلم تتمكن «ے»من الوصول إليه. رئيس لجنة مقاومة التطبيع في نقابة المهندسين بادي الرفايعة، أكد للسجل أن إدارة المهرجان تعاقدت مع الشركة الفرنسية المذكورة ابتداء، وربما تكون تراجعت وتعاقدت مع شركة" ليفزيت دي سوار"، لكن ذلك لم يغير من موقف اللجنة. ويقول الرفايعة "لن يغير ذلك من موقفنا لأن اعتراضنا ليس منصبا على الشركة المنظمة للمهرجان فقط، وإنما على الفنانين الأجانب الذين تمت دعوتهم للمشاركة فيه، إذ إن معظمهم من المتعاطفين مع الصهيونية". إجابة تحمل انحرافا عن الموضوع، فهنالك فرق كبير بين أن تكون الشركة المنظمة للمهرجان، هي نفسها التي نظمت احتفالات إسرائيل بذكرى تأسيسها، وبين أن يكون بعض المشاركين متعاطفين مع إسرائيل، فالكل يعرف أن موقف التعاطف مع إسرائيل في الشارع الغربي واسع جدا، وأن مثل هؤلاء المتعاطفين موجودون في كل مكان، وبخاصة في المجال الفني والإعلامي، ومن هم بعكس ذلك نادرون. إلى ذلك فهي إشارة إلى أن إسلاميي الأردن، الذين كانوا الأعلى صوتا في الهجوم على مهرجان الأردن، كانوا على الدوام ضد المهرجانات الأخرى، بما في ذلك مهرجان جرش الذي جاء مهرجان الأردن بديلا عنه. لقد خسر الأردن حين ألغى مهرجان جرش الذي تحول عنوانا أردنيا مهما في عالم الترفيه والثقافة، ثم عاد ليخسر حين أعلن مهرجان الأردن في "فزعة" شابها الكثير من الارتجال. ** لقاء جودة والحديد يلين موقف الفنانين السّجل - خاص أثارت المقابلة التي أجراها التلفزيون الأردني مع وزير الاتصال والإعلام، ناصر جودة، مساء الأول من تموز الجاري، غضب نقابة الفنانين الأردنيين. فقد شعر هؤلاء أن سهاما من النقد وجهت إلى نقابتهم. لكن زيارة مفاجئة قام بها جودة للنقابة قلبت الأمور رأسا على عقب. وقال فنانون حضروا اللقاء إنه في الوقت الذي كانت فيه وكالة بترا تعد لبث المقابلة الملكية، كان مجلس النقابة يشاهد مقابلة جودة على شاشة التلفزيون الأردني، والتي كان مهرجان الأردن والشركة المنظمة له أحد محاورها. حديث جودة الذي اعتبر تصعيديا دفع نقيب الفنانين شاهر الحديد إلى التعبير عن غضبه من تصريحات جودة التي دامت 16 دقيقة، ضمن نشرة الساعة الثامنة، وذلك خلال اتصال هاتفي مع أحد المسؤولين تحدث فيه عن "وجود جهات تحاول أن تؤزم المجتمع من خلال الانجرار وراء الإشاعة،" سمع الحديد وهو يقول "إننا تستغرب التشكيك، ولكننا متعودون عليه." بعض الحضور نقلوا عن الحديد أنه قال ايضا "أنا مش كذاب ولا مشكك ولا مزاود.. " ثم وضع سماعة الهاتف وأبلغ الحضور بأنه "ما كان هيك الاتفاق مع ناصر، اتفقنا يطلع بيان توافقي يبيّن الحقيقة ويخفف حدة التوتر." وهدد الحديد بأنه سيطلب "لجوءا ثقافيا إلى لبنان أو سوريا". لكن الحضور أقنعوه بعدم جدوى هكذا نشاط، بحسب أحد الحضور الذي فضل عم ذكر اسمه. وبحسب المصدر ذاته فقد كانت مقابلة "وزير الإعلام" قاسية ومستفزة وخلقت أجواء متوترة للغاية،" وبحسب أحد الحضور فقد "شعرنا جميعا بأننا مستهدفون تماما كما شعرنا بأن العرب اليوم مستهدفة." دعا الحديد إلى اجتماع طارىء لمجلس النقابة وطلب من بعض الحضور أن يعدوا له "نقاطا رئيسة للحديث"، لأنه سيظهر على شاشة الجزيرة الساعة 12 منتصف الليلة نفسها. ولكن الحضور فوجئوا بدخول ناصر جودة من دون موعد، حيث واجهوه بحوار يخلو من أي لين، ولكن جودة بدأ "يبرر ويعتذر ويقول إنه لم يقصد التشكيك بنا،" حسبما أورده أحد النشطاء السياسيين الذين حضروا اللقاء وطلب عدم ذكر اسمه. المصدر أضاف أن جودة "كان يستعمل لغة التهديد أحيانا،" وأحيانا كان يقول "يا أخي اللي مش عاجبو المهرجان لا يحضر." بعد ذلك أخرج جودة هاتفه النقال وبدأ يقرأ مقتطفات من مقابلة الملك التي ستبث "بعد قليل" على بترا. "بعدما أقحم جودة اسم الملك في الحوار "هدأ اللعب"، بحسب المصدر نفسه. بعد ذلك خرج الحديد من مقر النقابة للمشاركة في برنامج الجزيرة. لم يقرأ الحديد ما أعده له زملاؤه من "نقاط رئيسة للحديث". وبسبب المد والجزر طيلة فترة المساء وكثرة المكالمات الهاتفية "الناصحة"، كانت المشاركة على الجزيرة باهتة. بعد ذلك صدر بيان عن النقابة يدعو "إلى المشاركة في المهرجان بعد أن تم إيضاح الصورة، والتثبت من عدم وجود شبهة تطبيع". |
|
|||||||||||||