العدد 5 - رزنامه
 

في لوحاته التي يعرضها حالياً بمؤسسة خالد شومان - دارة الفنون، يقترح الشاعر السوري أدونيس شكلاً بصرياً جديداً للعمل الفني يكتسب هويته من مزجه بين الشعر والكولاج متعدد الطبقات. ويتّبع أدونيس الاتجاه الجرافيكي للخط كنموذج فضائي تنتظم فيه الاتجاهات لتشير إلى اللغات كلها.. فسواء كانت كتابته على سطح اللوحة مقروءة أو بدت مستعصية على القراءة، فهي تؤشر على رغبة الشاعر بالتحرر من القواعد المتعارَف عليها بحثاً عن لغته الحسية في التشكيل.

يستخدم أدونيس في أعماله الثلاثين التي جاءت بمساحة 32 × 41 سم، مواد مختلفة من القماش والورق والألياف والحصى.. فيما يتبعثر النص الشعري القادم من التراث والمختار لشعراء مختلفين -وإن جمعت نصوصَه ثيمةُ “الحب”- في ما يمكن دعوته “فوضى خلاّقة” مندغماً مع اللون في حوار حارّ يستولد الدلالات من كل زاوية ينظر المرء إليها.

ويفتح أدونيس الذي يزور عمّان حالياً، ويلتقي جمهوره في السادسة من مساء الخميس 6 كانون الأول 2007 بدارة الفنون، في أمسية يديرها الشاعر جريس سماوي، باباً واسعاً في “تجريبه” الفني، يفضي إلى جماليات المكان الذي غادره منذ عقدين ونيف من دون أن يتركه فعلاً. إذ ما يزال على حاله؛ دائم التنقل بين دمشق وبيروت، وباريس حيث يقيم.

وأبدى أدونيس في تصريح خاص لـ”السجل” رغبته في وصف لوحاته بـ”الرُّقُم” (مفردة تراثية مفردها “رقيمة”) لجمعها بين التشكيل واللون، وذلك ليتخلص من تعبير “جرافيك”، المصطلح غير العربي الذي لا يستهويه. وأوضح أدونيس أن أعماله المعروضة ليست تشكيلاً بالمعنى الحرفي للكلمة، وإنما هي امتداد لتجربته الشعرية والفكرية، ولكن بشكل مختلف. وهو يرى في لوحته “قصيدة غير مُكَلْمَنَة”، وإنما “قصيدة مخططة”، موضحاً أنه اختار قصائد لشعراء قدماء كتحية لهم: “علينا أن لا نترك الماضي يقرؤنا، وإنما علينا أن نأتي بالماضي إلى الحاضر، ونستلهم منه ما يعيد إحياءه”. وتعرض دارة الفنون بالتزامن مع تجربة أدونيس، وبالشراكة معها أيضاً، لوحات العراقي حيدر، الذي تتوزع أعماله على مساحات مختلفة، ويستخدم فيها الأكريليك والزيت والإسمنت والرمل، كما يُدخل فيها القطع المعدنية كالكولاج.. ويستمر المعرض حتى 21 شباط 2008، ثم ينتقل ليعرَض في عدد من الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي تباعاً.

أدونيس في دارة الفنون: الشعر والكولاج في لوحة واحدة
 
06-Dec-2007
 
العدد 5