دعا معهد ماكينزي العالمي إلى تغيير جذري في العالم يأتي على غرار التغيير الذي أحدثته الثورة الصناعية، وذلك للحد من الانبعاثات الغازية التي تسبب ظاهرة الاحتباس الحراري. المعهد حدد العام 2050 بوصفه آخر موعد لهذا التغيير، لكنه أكد في الوقت ذاته على أهمية المحافظة على مستويات النمو الاقتصادي في دول العالم المختلفة.

المعهد قال في دراسة نشرت على موقعه الإلكتروني إن هنالك حاجة إلى "ثورة كربون" للحد من الاحتباس الحراري. هذه الثورة ستتطلب بحسب المعهد زيادة بمقدار عشرة أضعاف بحلول العام 2050 في مستوى الناتج الاقتصادي لكل طن من الغازات المسؤولة عن الاحتباس الحراري، التي تنبعث بشكل أساسي من حرق الوقود الأحفوري.

وقال المعهد إن العالم سيحتاج لإنتاج ما قيمته 7300 دولار من الناتج المحلي الإجمالي مقابل كل طن من ثاني أوكسيد الكربون بحلول العام 2050، ما يمثل ارتفاعا في معدل إنتاجية الكربون الحالي الذي يبلغ 740 دولارا.

وأضاف التقرير أن "زيادة إنتاجية الكربون عشرة أضعاف خلال أقل من 50 عاما سيكون أحد أكبر الاختبارات التي واجهتها البشرية على الإطلاق. لكن التاريخ والاقتصاد يمنحانا الثقة في أن ذلك ممكن التحقيق."

وأضاف أن أغلب التقنيات متاحة بالفعل، وهي تراوح بين عوازل بناء أفضل وجيل أنظف من الفحم من أجل خفض انبعاثات الغازات في العالم بنسبة 64 بالمئة بحلول العام 2050 أو إلى 20 بليون طن سنويا من 55 بليون في 2008. مثل هذه التخفيضات أكثر حدة من تلك التي تدرسها معظم الدول.

وتدرس مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى، التي ستجتمع في اليابان الشهر المقبل، في وضع هدف لخفض انبعاثات الغازات في العالم بنسبة 50 في المائة بحلول العام 2050. وعارضت الولايات المتحدة وروسيا مثل هذا الهدف في السابق.

وقالت الدراسة إن تكاليف "ثورة الكربون" يمكن تدبيرها على الأرجح، إذ ستراوح بين 0.6 إلى 1.4 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي بحلول العام 2030 . ويمكن جمع نسبة كبيرة من التكاليف عبر الاقتراض وهو ما يخفف أي آثار على النمو.

وتتماشى التكاليف المقدرة مع تلك التي قدرتها لجنة الأمم المتحدة للمناخ العام الماضي التي قالت إن ارتفاع درجات الحرارة سيؤدي إلى مزيد من الموجات الحارة ومزيد من العواصف القوية وموجات الجفاف، وينشر التصحر ويرفع مستويات البحار.

لكن دراسة ماكينزي تقول إن إيقاع التغيرات سيتعين أن يكون أسرع مما حدث إبان الثورة الصناعية أواخر القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر.