العدد 33 - علوم وتكنولوجيا
 

محمد عدي الريماوي

"إنترنت Wireless في الداخل"، "خدمة الـ Wi-fi متوافرة هنا"، كلمات على يافطات كثيرا ما نجدها معلقة على أبواب المقاهي، للإعلان عن توافر خدمة الإنترنت اللاسلكية داخل المقهى أو المطعم، وهي خدمة يمكن من خلالها للزبائن أن يتصفحوا شبكة الإنترنت بسرعة جيدة، وبدون أي زيادة على الفاتورة!

بدأت الشبكات اللاسلكية بالانتشار في الكثير من الأماكن العامة والشركات والمؤسسات المحلية في الفترة الأخيرة، وأصبح أغلب مزودي الإنترنت يوفرون هذه الخدمة لعملائهم، وظهرت بعض الشركات المتخصصة في هذا المجال، والتي تزود الأفراد والشركات بخدمة الإنترنت اللاسلكي.

يقوم مبدأ الإنترنت اللاسلكي (Wireless LAN)، على توفير خدمة التصفح في مكان واسع من خلال موزع واحد (router)، يقوم بإرسال إشارات لتلتقطها أجهزة الحاسوب القريبة. وتعتمد مساحة توافر الإنترنت على نوع الموزع وقوة الشبكة، وهذا ما يكون موجوداً في المطاعم والمقاهي، التي تغطي مساحة المكان من خلال موزع واحد، قادر على إرسال الإشارة لأكثر من جهاز حاسوب. وتتميز هذه الطريقة بالأداء الجيد والتكلفة المنخفضة، لربط مجموعة من الأجهزة بأقل المعدات واللوازم وبدون استخدام أية أسلاك.

أما في المساحات الواسعة فيتم استخدام ما يسمى بالمكررات (repeaters) التي تعمل على زيادة مساحة التغطية، من خلال استقبال الإشارة وإعادة إرسالها لمنطقة أخرى. وتعد هذه إحدى المشاكل التي تعاني منها الشبكات اللاسلكية قصيرة المدى، إضافة إلى السرية التي لا تكون مضمونة عادة في هذا النوع من الشبكات، أو "المقاطعة" التي قد تؤثر على الإشارة وتؤخرها أو تعطلها. ويتم هنا اللجوء إلى نوع آخر من أنواع الشبكات اللاسلكية.

أما ما يسمى بالـWi-Fi فهو طريقة أفضل لتزويد خدمات الإنترنت، فهي توفرها لأجهزة الحاسوب والخلوي و أجهزة PDA، وكذلك مشغلات الأغاني، ويعتمد عليها كثير من المنشآت الكبيرة مثل المطارات والفنادق. وتستخدم هذه التقنية ما يدعى بـ "Hotspot"، التي توفر الخدمة لمساحة معينة، تراوح ما بين حجم غرفة صغيرة وعشرات الأميال، وذلك باستخدام عدد من "نقاط الوصول" هذه.

وتستطيع هذه الطريقة توفير الإنترنت لمدن بأكملها، فقد كانت مدينة سانت كلاود في كاليفورنيا أول مدينة في العالم توفر خدمة الإنترنت لجميع مواطنيها، وفي المملكة المتحدة كانت مدينة نيوكاسل الأولى في توفير هذه الخدمة، إلى جانب مدن أخرى مثل ليدز وليفربول ومانشستر. وتعد خدمة توفير الإنترنت لمدينة كبيرة بأكملها خدمة ثورية.

هنا في الأردن، ظهرت خدمة جديدة بدأت توفرها بعض الشركات، هي خدمة WiMAX، وهي نوع آخر من أنواع الشبكات اللاسلكية، وتوفر هذه الطريقة الإنترنت من خلال عدة طرق، وتسهل على المستخدمين استعمال الشبكة من أماكن متعددة.

ويقول متحدث من شركة "أمنية"، التي قدمت هذه الخدمة لأول مرة في الأردن إنها بتوفيرها خدمة الإنترنت إنما توفر للمستخدم حرية عالية، كما أنها تحقق خدمات مميزة في ظل عدم الحاجة لتوفر هاتف أرضي، مثل السرعات العالية التي تتميز بها هذه الخدمة، والحصول على الخدمات من أي مكان تغطيه الشبكة.

وتستخدم هذه التقنية جهازاً صغيراً يركب على جهاز الكمبيوتر – المحمول أو الجهاز المكتبي – لتوفر خدمة الإنترنت، التي يرتبط بدوره بالـWi-Fi التي توفر خدمة الإنترنت. ويسجل لـ"أمنية" تغطيتها لشارع الوكالات في الصويفية بهذه الخدمة، وتوفير الإنترنت على طول هذا الشارع السياحي.

ومن المنتظر أن يشهد السوق المحلي منافسة في هذا المجال بعد دخول شركات أخرى توفر الخدمة نفسها، التي تعد خطوة ثورية في مجال تقديم خدمات الإنترنت، التي تغير الكثير من المفاهيم السابقة، عن بطء الإنترنت وصعوبة الحصول عليه من أي مكان، مع السعي لتوسعة التغطية وإدخال جميع مناطق المملكة في مجال توفير هذه الخدمة.

الشبكة اللاسلكية: إنترنت في الأماكن العامة
 
03-Jul-2008
 
العدد 33