العدد 5 - حتى باب الدار
 

لا ينطوي قولنا ان فلاناً «بوق» للحكومة أو لأي جهة أخرى، على إدانة للأبواق بشكل مطلق.

بالعكس فالبوق أداة موسيقية جميلة، وهناك موسيقى غربية هي موسيقى الجاز وهي موسيقى أبواق فقط، ولها عشاق مختصون يعيبون على من لا يشاركهم عشقهم ذاك تخلفه الموسيقي.

المهم هنا التأكيد على أن تسمية بوق لوحدها ليست شتيمة..

تصبح كلمة بوق شتيمة عندما لا يفصح المتهم بها عن مهمته ويحاول التمويه عليها، فلا أحد –على سبيل المثال- يتهم صحيفة حزب ما بأنها بوق لذلك الحزب، ببساطة لأنها تعلن انها تنطق باسم هذا الحزب وتدافع عن سياساته، وتكون مثل تلك التهمة في هذه الحالة سخيفة، لأن الصحيفة المعنية لا تخفي أن مهمتها تشبه مهمة البوق الذي اتفقنا قبل قليل أنه غير مدان بشكل مطلق. وهكذا وبالمعنى الايجابي للكلمة، لا يوجد ما يمنع من توفر العدد المناسب من أبواق اعلامية للحكومات ، تقدمها للناس وتدافع عن سياساتها وتهاجم سياسات الخصوم، ولكن بشرط وحيد هو عدم ادعائها الحياد.

البوق المحايد الذي يصر على التزمير لكل الحكومات، عليه على الأقل أن يأخذ نفساً بين تزميرين.

نحو أبواق شرعية – احمد ابو خليل
 
06-Dec-2007
 
العدد 5