العدد 33 - أردني | ||||||||||||||
السّجل - خاص "كأنك في مخيم شنلر." قال مغترب عائد من مدينة نيوجيرزي في الولايات المتحدة لأهله الذين ما يزالون يقيمون في المخيم القريب من الرصيفة، وهو يصف مجتمعات المغتربين الذين هاجر معظمهم من المخيم المذكور. هذه الملاحظة ليست شكلية كما تبدو، فمعظم العائلات الأردنية والعربية التي تهاجر إلى الخارج، وخصوصاً في المناطق البعيدة مثل أميركا بشقيها الشمالي والجنوبي، تحرص على الاحتفاظ بجميع عاداتها وتقاليدها المتبعة في وطنها، فهي تقيم الولائم في المناسبات، وتؤسس الجمعيات والروابط بهدف توثيق الصلات بين أبناء الجالية، دون الالتفات إلى تقوية الروابط مع أبناء المجتمع نفسه، أما حديثهم فعن القضايا الاجتماعية والسياسية الجارية في وطنهم الأم، وفي المقابل فإنهم نادرا ما تجدهم حاضرين في المناسبات الوطنية الأميركية، مثل الانتخابات العامة والاحتفالات. يتحدث أحد المغتربين هناك عن أنهم يحتفظون بهذه التقاليد أكثر من أهلهم في الوطن نفسه، حيث أن حاجتهم إلى الارتباط بالوطن أكبر، فمن خلال ذلك يمكنهم التحكم في تنشئة أبنائهم بحيث لا تتبنى الأجيال القادمة منهم المبادئ والأفكار الشائعة في مجتمعات غربتهم بدلاً من العادات الأصيلة. حالات الزواج بين العرب الأميركيين وأبناء الجاليات الأخرى قليلة جداً، وإذا تمت فإنها لا تعمر طويلاً، ويعود ذلك إلى اختلاف الأسس التي يقوم عليها الزواح، ففي أميركا مثلاً الزوجان متساويان في كل شيء، ويطلب من الزوج كل ما يطلب من الزوجة وبالعكس، وهذا ما لا يعجب الكثير من الرجال والنساء المهاجرين فيفضلون العودة إلى الوطن للزواج من بنات بلدهم، أو من أقاربهم فذلك أسلم لهم، وربما لهن أيضا. الأجيال الجديدة من المغتربين لم تعد على الدرجة نفسها من "الانعزال" عن مجتمعات اللجوء، فالانعزال بالنسبة لكثير منهم هو الوجه الآخر للتخلف عن المجتمعات المتقدمة التي يعيشون فيها بشكل أو بآخر، ما جعل الاختلاط مع الجاليات الأخرى المقيمة معهم أكبر في الآونة الأخيرة. ويؤكد أحد المغتربين أنه يعطي الحرية لأبنائه ولكن "بطريقة مشروطة" مؤكدا أن "ثقته بأبنائه عالية." فهو يعطيهم حريتهم بشرط محافظتهم على تعاليم دينهم وعاداتهم. خطوة أبعد عن الانعزال، وإن لم تكن واسعة بما فيها الكفاية. |
|
|||||||||||||