العدد 33 - أردني
 

السّجل - خاص

أمام مبنى السفارة الأميركية في عمان، يصطف، يومياً، عشرات الشبان الطامحين إلى تحقيق أحلامهم في العمل والإقامة في الولايات المتحدة، وبكلمات أصبحت كليشيهات جاهزة تحقيق "الحلم الأميركي".

ما يقارب 35 ألف تأشيرة منحتها السفارة الأميركية على مدار عقد لأردنيين تقدموا للحصول عليها، فيما تم رفض عشرات الطلبات من شباب رغبوا في الهجرة من بلدهم بسبب انعدام فرص العمل وصعوبة تحقق طموحاتهم.

في ذهنية الشباب الطامح لمغادرة البلاد صورة وردية عن بلد تعددي منفتح ساهمت سينما هوليوود في تشكيلها على مستوى الكرة الأرضية، بحسب خبير الاجتماع، عادل زيد.

ولا يخفي محمد ناصر، طالب جامعي، طموحة في إتمام دراسته في الهندسة المدنية في الولايات المتحدة. يقول "أرغب في العيش في بيئة نظيفة بجانب بحيرة وفي مكان يتحقق فيه النظام."

ناصر يشير إلى حافلة اقتربت من موقف الباصات في مدينة الزرقاء لتقل عدداً من الطلبة الجامعيين، إلا أن الزحام الشديد، وارتفاع درجات الحرارة، وتلوث الأجواء بعوادم السيارات، سبب كاف لقراره مغادرة البلاد وعدم العودة.

أما خالد محمد، المحاسب في شركة خاصة، فيقول "أميركا حلم عمري، كثير ما تأتيني في صورة أحلام يقظة، فإذا بي أتجول في شوارع نيويورك، ارتدي أفخم الماركات العالمية وأتحدث الإنجليزية بطلاقة."

هذا الحلم يقاطعه رنين جهاز الهاتف النقال الخاص به بمكالمة من زوجته بضرورة إحضار كمية من الخضار، وزيت القلي، وربطة خبز، مواد دونها الشاب على عجل ليضيف لو أنني أعيش في أميركا، هل سيكون الوضع على ما هو عليه الآن؟ ستكون جيبي مليئة بالدولارات التي تمكنني من توفير متطلبات أسرتي دون الشعور بأن آخر الشهر لن يأتي".

أما أحمد أحمد، معلم مدرسة، فيقول "بعد أن تم ختم جواز سفري لعدة مرات بالرفض من السفارة الأميركية اضطررت لتغيير كنيتي وتحويل اسم عائلتي الأخير، لكون اسمي بات موجوداً لدى السفارة لكثرة ما راجعتهم."

ويشير إلى الفضاء الممتد أمام بيته قائلاً "هناك على بوابة السفارة الأميركية تصبح اللحظات مجنونة، فإما أن يسمح لك بدخول الجنة الأميركية، أو أن يحكم عليك بالبقاء هنا في الجحيم."

غالب يعيب على الشباب تهافتهم على سفارات "العدو" الذي يحاول تصوير نفسه على أنه المدافع عن الحرية وحقوق الإنسان، بينما تبقى جرائمه ماثلة للعيان من "ملجأ العامرية، إلى سجن أبو غريب."

غالب، الملتحي الذي يضع صورة على هاتفة النقال للافتة كتب عليها الموت لأميركا وإسرائيل، يلوم الحكومات والأنظمة العربية لتضييقها على الشباب، ما يجعلهم "فريسة سهلة" أمام إغراءات الغرب على حد تعبيره.

في المشهد العام، يبقى الحلم محور الحديث الذي يجمع المعجبين والكارهين لأميركا، على الرغم من أن الحياة في الغرب تكون في الغالب وسط ظروف عمل قاسية، تجعل نظرة المجتمع للشاب الذي يمارس عملاً شاقاً أومن يقبع في أسفل الترتيب الهرمي للمجتمع محط احتقار.

العرب ومراوغة “الحلم الأميركي”
 
03-Jul-2008
 
العدد 33