العدد 5 - حتى باب الدار
 

بعد أدائه القَسَم يصبح الوزير وزيراً كامل المواصفات، لا يزحزحه من مكانه إلا الشديد القوي، أما قبل القسَم فلا يكون هناك متسع للتأكد من جدية الوزير المقترح، إذ يصعب على الرئيس المكلف وهو في قمة انشغاله بالتشكيل أن يتفحص كل وزرائه جيداً ويتأكد من اخلاصهم.

لكن القَسَم نفسه، لم يعد في الواقع من أدوات المصداقية المعتبرة، أو على الأقل فهو لا يعتبر كافياً سواء في حالة الوزراء أو غيرهم رغم المهابة التي يحاط بها عادة.

لا تجري في العادة مساءلة مَنْ أدّى قَسَماً عن مستوى البر بذلك القَسَم، ولا يتم التذكير بمحتوى ذلك القسَم جدياً، بل لقد اعتاد الناس على اعتبار القسم مجرد وسيلة تأكيد على الأمان الوظيفي حيث تنتشر قاعدة غير مكتوبة تقول «بعد أن تؤدي القسم لن يستطيع أحد التأثير عليك مهما عملت»! ويتبادل الموظفون في العادة سؤال: «هل حلفت؟» فإذا كان الجواب بالايجاب كان ذلك دليلا على الانتقال الى مرحلة وظيفية معترف بها.

وربما تكشف وضعية القسم الحالية تلك أهمية الخلوة التي عقدتها الحكومة قبل لقاء أداء القسم، وعلى الأغلب فإنها قد شكلت وسيلة للبحث عن أدوات بديلة لتحقيق المصداقية. عند الناس عموماً بعض الأدوات البديلة التي يمكن أن تكون مفيدة على الصعيد الرسمي...

«كلام الشرف» الأداة الأكثر شهرة ورجولة، تليها آلية «مسك الشوارب» ولا يشترط لتحقيقها الوجود الفعلي للشوارب، بمعنى الشعر الذي يغطي الشفة العليا، ويكفي وضع اليد على مكان الشنب حتى يتحقق المطلوب، وتتمتع النساء بأداة بديلة للشوارب تعادلها من حيث القيمة والدلالة هي «القصة» أو «العقصة» وهي خصلة الشعر المتدلية من أعلى جانبي الجبين الى الأعلى من الذؤابتين، وتحلف بهما المرأة بقولها «من هالقصة» أو «من هالعقصة» بالمعنى ذاته لقول الرجل: «من هالشوارب»، وبالاضافة لذلك هناك آلية «الدق على الصدر» التي ترفق عادة بعبارة «عندي» أو «عندي ولازم ذمتي».

من شوارب الحكومة – احمد ابو خليل
 
06-Dec-2007
 
العدد 5