العدد 32 - أردني
 

توصلنا إليه بعد جهد. وقف بانتظارنا عند منعطف شارع في أحد الأحياء الشعبية، وكان بصحبته بعض من أصدقائه أو أتباعه. على عضده الأيمن وشم، وعلى الأيسر أثر لجرح طويل يمتد نزولا حتى الكف، وأثر لجرح مماثل يمتد من منتصف الرأس نزولاً إلى أسفل الأذن.

غادر المدرسة بعد الصف الخامس الابتدائي، تنقل بين عدة مهن، لكنه لم ينجح في أي منها فهو "لا يطيق أن يأمره أحد" بحسب تعبيره.

الذين ساعدونا في الوصول إليه قالوا إنه لا يعرف إلا لغة الموس، سكير، يتعاطى الحبوب المخدرة، لا يخرج من السجن إلا ويعود إليه. مشكلته الأساسية، كما يقولون، هي أنه لا يجد عملا شريفا يعيش منه، خاصة أن جروحه ظاهرة فلا أحد يمكن أن يرتاح إليه.

بدأت مشاكله في استخدام الموس أثناء معاركه المتكررة مع الآخرين، وتطورت إلى السكر والعربدة والسرقة والسلب.

آخر معاركه كانت مع أحد أصدقائه الذي تعارك مع صديق آخر له. الصديقان أدميا بعضهما بالشفرات، لكن الصديق الأول، وهو الأقرب إليه كان أكثر تضررا. لذا كان طبيعيا أن يخرج الصديق الثاني من المستشفى قبل الأول، وهناك كان صاحبنا في انتظاره.. بالسكين.

حين سألناه عن نفسه قال بلكنة معوجة "إسأل أي حدا بعرفني، والله أنا قلبي طيب بس الزمن غدار".

لقاء مع “أزعر”
 
26-Jun-2008
 
العدد 32