العدد 32 - حتى باب الدار
 

من أكثر أنواع الجرائم خصوصية ما يعرف بالجرائم السياسية، وهي تعطي لصاحبها موقعاً مرموقاً بين باقي المجرمين، ولهذا فهي تستثنى من الشروط التي تُسقط عن صاحبها بعض الحقوق، كما تسمى باقي الجرائم معاً بتسمية موحدة وهي "جرائم غير سياسية" وذلك في إشارة الى خصوصية ورفعة الجريمة السياسية.

في زمن مضى كان تعبير "المجرمين السياسيين" مستخدماً حتى مaن قبل أنصارهم ،حيث كانت المطالبات بالإفراج عنهم تستعمل تسمية "المجرمين السياسيين"، لكن بعد ذلك تلاشت التسمية في الاستخدامات الصديقة، وحلت محلها تسمية "السجناء السياسيين" أو "المعتقلين السياسيين" وأحياناً يكتفى بكلمة "معتقلين" للدلالة على السياسيين منهم، وبمجرد أن يقول الشخص "أُعتقلت" فمعنى ذلك أنه سياسي، بينما إذا قال "سجنت" فعليك أن تستفسر عن سبب سجنه.

مع ذلك، هناك الآن خلاف شديد في تعريف الجرم السياسي او السجين السياسي، ففي زمن الأحكام العرفية كانت الأطراف السياسية هي التي تحدد مواصفات السجين السياسي، ولذلك فإن التعريف كان يشمل معتقلي حركات المقاومة الذين القي القبض عليهم بعد أن نفذوا عملياتهم العسكرية او وهم في الطريق الى تنفيذها، وكان الواحد من هؤلاء بمجرد وصوله السجن يجد زملاءه السجناء السياسيين في انتظاره.

في السنوات الأخيرة منذ عهد الديمقراطية تم استبدال تسمية السجين السياسي بتسمية "سجين أمني"، وهي تسميه تريح الحكومات من وجود سجناء سياسيين باعتبار ذلك يؤثر على السمعة السياسية للبلد، كما قد يؤثر على السياحة السياسية! لكن التسمية الجديدة تريح الأحزاب أيضاً من المطالبة بالإفراج عن مثل هؤلاء السجناء، فهي تربأ بنفسها أن تناصر "سجناء أمنيين".

جريمة مرموقة
 
26-Jun-2008
 
العدد 32