السجل - خاص

اختُتم مشروع "عمّان بحلة كلاسيكية" الذي نظمه المركز الثقافي الفرنسي والسفارة الفرنسية في عمّان، بحفل موسيقي ثنائي لعازفة الكمان إليونور دارمون وعازف البيانو آدم لالوم اللذين قدّما في ساحة الآثار بمؤسسة خالد شومان - دارة الفنون، تجليات غادرت المادّي وحلقت في رحاب الروح.

بدأت الأمسية بمقطوعة للعازف الألماني الشهير يوهان برامز (1833 – 1897)، وهو العمل المبدع الذي ألّفه برامز على شاطئ البحيرة في لحظات سعيدة من حياته. ويتألف هذا العمل البسيط والسلس من ثلاث حركات؛ جاءت الحركة الأولى سريعة وذات دفقات عاطفية، أما الثانية فكانت هادئة وبطيئة، فيما جاءت الحركة الثالثة متوسطة بين السرعة والهدوء.

ثم قدم العازفان مقطوعات للفرنسي موريس رافيل (1875 – 1937) استوحيت من الأجواء الإفريقية، وأيضاً من الطبيعة الريفية التي كان رافيل عاشقاً لها. وتدرجت المقطوعة بين السرعة والهدوء بشكل آسر، إذ برع العازفان في خلق تناغم بين الكمان والبيانو نقل بالجمهور إلى عالم مزجَ بين الجمال والغموض. ثم واصل العازفان الحفل بتقديم مقطوعات للإسباني بابلو دي ساراساتيه، والفرنسي غابريل فور.

وبشكل مدروس أنهى العازفان الحفل بعد أن قدما شكلاً من أشكال الحوار الموسيقي الكلاسيكي في رحاب تنوُّعٍ أشّر على تلك المساحة الرحبة التي حضرت فيها كلٌّ من شخصيتيهما، وكشف عن من إحساسهما الخاص الذي نأى بهما عن منطقة التقليد وجعلهما أقرب إلى منطقة الإبداع.

ولدت دارمون العام 1986، وبدأت تتعلم العزف وهي في سن الخامسة، وفازت بإجماع لجنة التحكيم في مسابقة القبول الخاصة بالمعهد الوطني العالي للموسيقى في باريس عندما بلغت الرابعة عشرة سنة، وحصلت العام 2005 على شهادة التعليم العليا في العزف على الكمان وموسيقى الحجرة. حازت الجائزة الأولى من مؤسسة مجموعة بنك الشعب (ناتيكسيس)، وجائزة بريجيت دو بوفون"، والجائزة الثانية في المسابقة العالمية للعزف على الكمان في أفينيون العام 2005.

أما لالون فقد وُلد العام 1987، وحصل على شهادة في التعليم العالي في العزف على البيانو من معهد الموسيقى في باريس 2006، حاز الجائزة الأولى في مسابقة بريست، والجائزة الأولى من مؤسسة دو فرانس 2005 – 2006، والجائزة الأولى من منتدى النورماندي، وجائزة "درووي – بورجوا"، وجائزة إليزابيث كليشيه.